بدأ أكثر من مليوني مسلم تدفقوا من جميع بقاع الأرض، أداء مناسك الحج الاربعاء في منطقة مكة تحت اشعة الشمس القائظة. وبعد عامين من حادث تدافع اودى بحياة أكثر من 2300 شخص، تؤكد السلطات السعودية أنها سخرت كل طاقاتها الأمنية والخدماتية، بما في ذلك مئة ألف عنصر أمن، في سبيل إنجاح موسم الحج والاستعداد لأي طارئ. وفجر الأربعاء، امتلأت ساحات الحرم المكي بالحجاج الذين يستعدون للتوجه إلى مشعر منى، وهو وادي يقع على بعد خمسة كيلومترات الى شرق مكةالمكرمة، للتحضير ليوم التروية في أول أيام الحج، عشية اداء الركن الاعظم على صعيد عرفات. وعلى أرصفة مكة، يحتشد الحجاج على اختلاف أعمارهم وأعراقهم مع أمتعتهم بانتظار الحافلات التي ستقلهم إلى منى. وداخل الحرم المكي، يطوف آخرون سبع مرات حول الكعبة. سلامة الحجاج "أولوية" وفي المسجد الحرام، تساهم مراوح تبخ رذاذ الماء في تلطيف حرارة الجو. وتحت ظلال الأشجار أو الجسور، ينتظر المصلون الآذان فيما يفضل البعض مواصلة الطواف حول الكعبة المشرفة حيث يحمون رؤوسهم بسجادة الصلاة او بمظلة صغيرة علقت بعود بلاستيكي. وتقوم فرق من العمال والمتطوعين على مدار الساعة، بتنظيف الباحة. يعود هذا العام الى مكة الحجاج الايرانيون الذين غابوا عن شعائر العام الماضي بعدما ادى حادث التدافع في 2015 الى وفاة 464 ايرانيا، تلاه قطع العلاقات بين الرياض وطهران اثر مهاجمة سفارة السعودية وقنصليتها في الجمهورية الإسلامية بعد اعدام المملكة رجل الدين نمر النمر. ويؤكد اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية ان "ضمان سلامة الحجاج اولوية" سلطات المملكة. ويقضى الحجاج يومهم في الصلاة والاستراحة في منى قبل ان ينتقلوا الى جبل عرفات الخميس عشية عيد الاضحى. ويبيت معظمهم الليلة بمنى استعدادا للصعود الى عرفات مع بزوغ فجر الخميس. وعشية بدء الشعائر، اكتظت باحة المسجد الحرام والاروقة والممرات المجاورة لها بالحجاج وبرائحة المسك والعباءات البيضاء والملونة.