في عز حرارة هذه الأيام، ونهارا جهارا، ودون انتظار لعطلة نهاية الأسبوع أو فترة غياب الشمس وإسدال الظلام لخيوطه على المكان، كانت "آلة" الاشتغال تتحرك على قدم وساق، لإتمام بناء عدد من المساكن العشوائية ضمن النفوذ الترابي لجماعة أولاد عزوز التابعة لعمالة اقليم النواصر. بهمة ونشاط، وبوتيرة متسارعة كان عمال البناء يشتغلون، عندما قادت زيارة مفاجئة جريدة «أحداث أنفو» إلى أحد الدواوير التابعة لعمالة اقليم النواصر، وبالضبط «دوار حارث الغابة». لم يكن المكان متواريا عن الأنظار، كما لم يكن الولوج إليه صعبا، فكل الطرق تؤدي إليه،كما قال أحد سكان الدوار للموقع، ووحدها أعين مصالح عمالة النواصر، والسلطات المحلية بجماعة أولاد عزوز، وعناصر الدرك الملكي بمركز الرحمة، تبقى بعيدة، تاركة «الحبل على الغارب» لمحترفي البناء العشوائي، بهذه الجماعة القروية التي خرجت من رحم بلدية دار بوعزة. كانت الساعة تقترب من الرابعة عصرا من يوم الخميس الماضي، عندما قادتنا جولة بين دواوير «جماعة أولاد عزوز» وبالضبط خلف معمل الأفرشة «دولي دول»، وكذا مشروع السكن الاقتصادي لمجموعة السعادة الواقع على طريق مولاي التهامي، للوقوف على ما كان يقترفه محترفو البناء العشوائي من المتاجرين في «محن وفقر» عدد من الراغبين في امتلاك «قبر حياة». كان العمال يشتغلون في بناء ثلاثة مساكن دفعة واحدة، وفي فترة وصولنا كانوا يعدون العدة لتسقيف هذه المنازل بالإسمنت المسلح، بعد أن اكتمل بناء الجدران. وحسب ما أفاد به أحد السكان الجريدة فإن «صاحب هذه المنازل العشوائية، ليس سوى عون سلطة برتبة شيخ قروي»، «لم تمض على فترة التحاقه بهذه المهنة سوى سنوات قليلة»، حيث إنه حسب المصدر ذاته «من مواليد سنوات الثمانينيات». لكن أخطر ما توصلت إليه الجريدة من معطيات أن «المنازل المشيدة عشوائيا تم بناؤها على أرض تابعة للأملاك المخزنية»، أو كما جاء في عبارة السكان «البناء تم على أرض الدولة». وقد عملت جريدة «الأحداث أنفو» على ربط الاتصال بقائد قيادة أولاد عزوز وكذا قائد الدرك الملكي المساعد المسؤول بمركز الرحمة، لكن دون رد، خاصة أننا علمنا أن «القائد يستفيد خلال هذه الأيام من عطلته السنوية». وقد طالب السكان عامل اقليم النواصر بإيفاد لجنة للتحقيق في الخروقات التي عمت «دوار حارث الغابة» بجماعة أولاد عزوز، و«وضع حد للفوضى التي لم تستن أراضي الأملاك المخزنية»، الواقعة خلف مشروع السكن الاقتصادي لشركة السعادة.