أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أمس الثلاثاء (11 يوليوز) بالرباط، أن دعم المغرب لحركات التحرير الإفريقية نابع من مسؤوليته كجسر للحضارات وبين القارات. وأبرز الكثيري، خلال ندوة حول موضوع "دعم المغرب لحركات التحرير الإفريقية وبناء الوحدة الإفريقية" أن المغرب، بالنظر لموقعه الجغرافي وتاريخه العريق، تمسك باستمرار بجذوره الإفريقية وتفاعل مع قضايا القارة، بغية إرساء الوحدة الإفريقية التي كان يقودها جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، والتي يقودها اليوم جلالة الملك محمد السادس. وأضاف أن العلاقات المغربية الإفريقية ليست وليدة الأمس، وأن المبادلات التجارية والبعثات العلمية والدينية للمملكة في مختلف البلدان الإفريقية تعتبر خير دليل على ذلك، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية وعلاقات الشراكة والتعاون امتدت لتشمل المجال العسكري. وسجل أن الروابط التي تجمع المغرب بالبلدان الإفريقية تميزت بدرجة عالية من التكامل والتنسيق، بالنظر لتجربة المقاومة والمسار التاريخي المشترك. وذكر في هذا الصدد بأن جلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي كان يحرص على حرية الشعوب، مد يده لعدد من حركات التحرير، وفي مقدمتها الثورة الجزائرية وحركات التحرير بالبلدان الإفريقية التي كانت خاضعة للاستعمار البرتغالي (أنغولا وموزمبيق والرأس الأخضر وغينيا بيساو)، والتي لم يجد مقاوموها مساعدة خارجية. وأضاف الكثيري أن جلالة الملك محمد السادس واصل هذا الانفتاح على القارة الإفريقية من خلال إعطائها دينامية جديدة تتجسد على الخصوص في عودة المغرب لمكانته الطبيعية داخل الاتحاد الإفريقي، والتي كانت ثمرة جهوذ جبارة بذلها جلالة الملك بهدف الارتقاء بعلاقات الشراكة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبشرية والبيئية. وأبرز هذا اللقاء الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الصفحات المشرقة للذاكرة المشتركة المغربية الإفريقية، والتي تميزت بدعم متزايد للمملكة، ملكا وشعبا، لحركات التحرير الإفريقية. وتمحور هذا اللقاء حول مواضيع همت على الخصوص " حضور حركات التحرير الإفريقية في المغرب" و"مساعدة المغرب لحركة التحرير بجنوب إفريقيا إبان الأبرتايد" و" التضامن العربي الإفريقي لفائدة الوحدة الإفريقية".