انطلقت النسخة الأولى من مهرجان الدارالبيضاء، في طبعته الجديدة، يوم أمس الخميس 6 يوليوز الجاري، بحفل افتتاح على خشبة العنق، تأخر عن موعده بساعتين، نتيجة الحضور القليل جدا للجماهير عند التوقيت المقرر له. الحفل الموسوم ب «كرياسيون كازا» والحصري لفائدة المهرجان، حمل كل عناصر التميز والاختلاف عن باقي المهرجانات، وجاء إبداعيا في تصوره وإخراجه، وكشف عما تختزنه مدينة الدارالبيضاء من مواهب شابة عديدة، تنتظر فقط من ينقب عليها، ويتيح لها المجال لتفجير كل طاقاتها، وهو ما بدا خلال حفل الافتتاح هذا، ما لايقل عن 110 شابة وشابة، يمثلون كل ألوان الفنون والرياضات من غناء وتمثيل ورقص عصري وبريكدانس وألعاب السيرك .. شاركت في تقديم عرض باهر، كان الخيط الناظم لكل فقراته تيمة التنوع التي تشكل عنصرا من عناصر هوية مدينة الدارالبيضاء، وكان من الطبيعي كما قال مخرج الحفل الفرنسي فيليب سيورا، إبداع تصور حفل يعكس هذا المعنى، وهو ما تحقق عبر تقديم خليط من الفنون والرياضات، ليس في شكل اعتباطي ومنتافر، بل عبر سيناريو، يروي قصة عن تاريخ مدينة الدارالبيضاء بمعالمها الأثرية، بمعمارها، باقتصادها، بأحيائها الشعبية، وهو ما أثمر في النهاية لوحة فنية وجمالية في غاية الإتقان والصنعة، لم تترك أي جرئية من العمل للصدفة، بل وقع الاشتغال عليه في إطار رؤية متكاملة ومدروسة، نضجت على نار هادئة طيلة عامين، قبل أن ينتقل المخرج المشرف على الحفل إلى الخطوات العملية المتمثلة في إجراء كاستينغ طيلة ستة أشهر، وبعد اختيار فريقه، دخلوا في تداريب طيلة شهرين كاملين، قبل الوصول إلى النتيجة المقدمة في عرض أول يوم من مهرجان الدارالبيضاء الذي يستمر إلى غاية 15 من الشهر الجاري. ويستأنف برنامج حفلاته يوم الجمعة 7 يوليوز، بعرضين شعبيين على خشبة عين السبع، يحييهما كل من مجموعة «فايف ستار»، وعبد الله الداودي، وعلى خشبة العنق، حفل فني متميز، يحمل توقيع النجمة الأمريكية غلوريا غاينور والنجمة المغربية أوم.