قدمت القناة الثانية لمشاهديها في هذا الشهر الفضيل مجددا، موسما آخر من برنامج الكاميرا الخفية تحت إسم "مشيتي فيها" من تنفيذ شركة الإنتاج ذاتها التي اعتادت على تقديم هذه الفرجة التلفزويونية على امتداد عدة مواسم رمضانية سالفة.. اختار طاقم الكاميرا الخفية لهذا العام أربع فضاءات خارجية متنوعة حيث تدور "مقالب" الحلقات، كما اختار شخصيات فنية للإيقاع بالضيوف عبر سيناريوهات تجري داخل فضاءات: المجمع السكني ببوزنيقة وبلاتو التصوير الخارجي لبرنامج تلفزيوني والمقهى والفيلا واستوديو تصوير في ورزازات.. وداخل هذه الفضاءات تدور مجموعة من المواقف التي ينتظر منها إيقاع ضيوف الكاميرا الخفية، بناء على سيناريو مكتوب بشكل محبوك ومقنع يكشف الوجه الآخر للضيف ويبين ردود فعله وانفعالاته للمشاهد، لبلوغ خلق عنصر المفاجأة لدى الأخير الذي يخلص إلى أن الأمر لا يخلو من الفبركة.. غاية تظل بعيدة، في ظل واقع حال الكاميرا الخفية التي تقدمها "دوزيم" لا يختلف كثيرا عن المقدم في المواسم الرمضانية الماضية، من خلال سيناريوهات ضعيفة الحبكة لا تعكس قوة الموقف الذي سيخلق الاندهاش لدى المتلقي. وهنا نذكر، بما جاء مثلا في الحلقات التي تجري في بلاتو التصوير بين المنشطة وضيفها الفنان، بعد دخول شخص يدعي أنه معجب بالأخير ويود التقاط صورة "سيلفي" معه.. وما ينجم عن ذلك من اشتباك وضرب المعجب لحراس الأمن الخاص ورمي أحدهم في المسبح، لتنتهي الحلقة بإخبار الفنان الضيف بأن الأمر يتعلق بكاميرا خفية وقع ضحيتها.. وفي سياق ضعف سيناريوهات الكاميرا الخفية، نذكر بالحلقات المصورة في المقهى حيث يعقد الضيف لقاء بالفنان بالفنان الضحية بقصد التفاهم مع أحد الوسطاء في المجال الفني في الخليج، بقصد إحياء حفل هناك.. ليكتشف الفنان الضحية أن الأخير يمتلك قدرات خارقة، تعكسها تصرفاته إزاء بعض زبائن المقهى.. سيناريو بسيط يصل درجة السطحية، بعيدا عن الإبداع والتشويق الذي يفترض توفره في هذا الصنف التلفزيوني وفق المعايير المعمول بها دوليا..في الوقت الذي تعرض القناة الثانية "دوزيم" برنامجها "مشيتي فيها" المنضوي في خانة الكاميرا الخفية التي تفرض عناية أكبر من قبل منفذيها على طريقة كتابة نصوصها الخالية من الحرفية والحبكة والتشويق..