كانت الحلقات الثلاث الاولى من الكاميرا الخفية " مشيتي فيها " التي تعرض على القناة الثانية ، كافية لتكشف للجميع مدى الاستحمار الذي يصر بعض منتجي البرامج الرمضانية على تكريسه في حق المشاهد المغربي ، الذي اصبح على درجة عالية من الوعي و الثقافة ، ما يخول له التمييز بين البرامج الواقعية و المفبركة . في هذا الاطار ، كشف فنان مغربي شهير ، رفض الكشف عن نفسه أن الكاميرا الخفية " مشيتي فيها " ما هي إلا تمثيل مؤدى عنه ، تتم فصولها بالاتفاق مع ضيف الحلقة ، مقابل قيمة مالية ، حيث يعمل الضيف بمعية طاقم البرنامج على ايهام المشاهد بوقائع تبدو للمشاهد البسيط أنها حقيقية ، و قد عرض عليه - يقول ذات المتحدث - نفس العرض ، لكنه رفض ذلك ، حيث قال " منقدرش نكذب على المغاربة " . و بالرجوع إلى المسائل التقنية ، و لأهل الاختصاص إمكانية الحكم على ما قيل ، فقد بدى جليا من خلال عملية التصوير خاصة في الحلقتين الاولى و الثانية أن المخرج اعتمد في كثير من المشاهد على كاميرتين تابثتين ، خاصة أثناء تصوير مشاهد على مركب في الحلقتين معا ، و هو تثبيت يستحيل معه ألا يرى الضيف الكاميرات المنصوبة في حال ما إن كانت المشاهد حقيقية ، لأن الكاميرات بدت قريبة جدا من الضيف ، زيادة على ردود أفعال الضيوف التي كانت " باردة " جدا مقارنة مع قوة المخاطر التي تعرض لها الضيوف ، خاصة عماد النتيفي و فاطمة الزهراء العروسي . و بين هذه المعطيات سالفة الذكر يبقى لاجتهاد المشاهد المغربي نصيب كبير في الحكم على هذا العمل.