بايع الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق، محمد بن سلمان ولياً جديداً للعهد، بعد أن طبع بن سلمان ولي العهد الجديد 3 قبلات متتالية على يد سلفه، وأتبعها برابعة، منحنياً على ركبتيه، إلى أن وصل إلى قدم بن نايف ليأخذ مباركته. أمر ملكي صدر فجر الأربعاء، 21 يونيو 2017، وهي العادة التي بدأت تتبعها السعودية مؤخراً لدى إصدار القرارات غير المعهودة وغير المتوقعة، يقضي بإعفاء الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز من ولاية العهد، واختيار الأمير محمد بن سلمان خلفاً له، وذلك في تغيير يؤكد أن الأمير البالغ من العمر 31 عاماً هو الحاكم القادم للبلاد. الأمر الملكي لم يقضِ بإعفاء "قيصر مكافحة الإرهاب" -كما درجت الصحافة الغربية على تسمية بن نايف- من منصبه في ولاية العهد فقط، بل إعفائه أيضاً من منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية، بينما تم تعيين بن سلمان نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع. لقاء المبايعة بين الرجلين، الذي تم تسجيله بالفيديو ونشره بكثافة عبر الشبكات الاجتماعية؛ ربما درءاً وإحباطاً لأي متمرد على القرار من أفراد العائلة المالكة لم يكن دافئاً، رغم حرصهما على أن يبدو كذلك. فالرجلان لم ينظر أحدهما في عيني الآخر، ولم يتأمل واحد منهما في وجه الآخر لمعرفة ما تركه هذا القرار الجلل من أثر. بل جرى سريعاً -25 ثانية فقط- إذ إن الملك السعودي القادم كان يقف متوتراً على باب ديوان بن نايف، عاقداً يديه خلف ظهره، عندما خرج ولي العهد السابق بعدما سمع بالقرارات الملكية. بادره بن نايف ب"هله" طويلة، متظاهراً بالتفاجؤ بوجوده، مردداً عبارات مجتزأة مما قاله الصحابة للرسول (صلى الله عليه وسلم) لدى مبايعته: على السمع والطاعة في العسر واليسرِ، والمنشط والمكره، وعلى أثره علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهلهُ إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله تعالى فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. وأكمل بن نايف: * الله يعينكم * الله يطولي بعمرك * حنّا بنرتاح هالحين وإنت الله يعينك * ما بنستغني عن توجيهاتكم الله يسلمكم * موفقين إن شاء الله * في جبرتكم دوم الله يطول عمرك وبهذا يكون العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز قد أكمل ما بدا أنه تطور طبيعي لما بدأه منذ الأيام الأولى لحكمه، بوضع نجله محمد، البالغ من العمر 31 عاماً، في المرتبة الأولى لخلافة الكرسي الملكي.
ويحمل ولي العهد الجديد، محمد بن سلمان، حقائب عديدة كونه وزيراً للدفاع، ورئيساً للمجلس الاقتصادي المُكلَّف بإصلاح الاقتصاد السعودي، وكان بن سلمان في المرتبة الثانية على خط العرش، إذا كان ولياً لولي العهد، لكن مراقبي العائلة الملكية السعودية كانت لديهم شكوكٌ منذ مدةٍ طويلةٍ بأنَّ صعود بن سلمان تحت حكم والده قد يكون غرضه الإسراع في توليته عرش السعودية. لم يكُن الأمير الشاب معروفاً في داخل السعودية أو خارجها قبل أن يتولَّى الملك سلمان عرش السعودية، في يناير/كانون الثاني 2015، إذ كان يشغل في السابق منصب رئيس ديوان والده حين كان ولياً للعهد. وسريعاً، منح العاهل السعودي، الذي يجمع سلطات شبه مُطلقة بين يديه، ابنَه سلطات كبيرة بطريقةٍ جاءت مُفاجئةً للكثيرين في العائلة الملكية، ممَّن هم أكبر سناً وأكثر خبرةً من الأمير محمد بن سلمان.