دشنت "دي إتش إل" العالمية المتخصصة في نقل الوثائق و الطرود،مركزا جديدا للفرز بالمنطقة الحرة بمطار ابن بطوطة بطنجة بتكلفة استثمارية بلغت 100 مليون درهم لتوفير أفضل الخدمات للزبائن. في هذا الحوار مع نور سليمان، يتحدث المسؤول الذي يحمل تجربة تمتد لثلاثين سنة داخل الشركة من خلال المناصب التي تدرج فيها عبر مسيرة شملت الأمور التشغيلية و قطاع النقل السريع و الخدمات اللوجستية، عن آفاق الشركة بالمغرب و الاستراتيجية التي سيعتمدها مستقبلا لجعل المملكة منصة لأعمال "دي إتش إل" نحو باقي دول العالم إضافة إلى مواضيع أخرى..
*افتتحتم مؤخرا مركزا للفرز بمدينة طنجة، ماذا تمثل هذه الخطوة و لماذا فتحها في هذا التوقيت تحديدا؟ تعتبر مدينة طنجة المعبر الذي يربط المغرب ودول شمال إفريقيا بأوروبا كما أنها تشهد نموا اقتصاديا ملحوظا وعليه جاء إفتتاح هذا المركز لمواكبة جميع هذه التغيرات وليدعم شبكة DHL بالمغرب ويقع ذلك ضمن سلسلة إستثماراتها التي تجاوزت 170 مليون درهم منذ عام 2010، كما من شأنه أن يعود بالنفع على المجموعات الصناعية المغربية علاوة على تعزيز المبادلات التجارية مع بقية الدول ودخول المملكة الى شبكة DHL العالمية مما يساهم في دفع عجلة التنمية الإقتصادية للبلاد. وعلى المدى القصير، سيوفر المركز طاقة لمعالجة 120 طن يوميا مما سيسمح بتسهيل نقل البضائع وتقليل التكاليف وتقليص وقت العبور الى الوجهة المطلوبة والقادمة من المناطق الحرة حيث تتواجد العديد من المقاولات العاملة في قطاع السيارات، والطيران، والصناعة وغيرها.
*منذ 30 سنة و"DHL" تتواجد في المغرب، ماذا يمثل المغرب في معاملات الشركة وما موقعها بين دول منطقة مينا؟ تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبالتحديد المغرب محورا رئيسيا لحركة الشحن بين أوروبا وإفريقيا ولا تزال تمتلك إمكانات كبيرة لمقدمي الخدمات اللوجستية حيث تتمتع بموقع جغرافي مميز يربط ما بين منطقة شمال أفريقيا وأوروبا مما ينعكس بالإيجاب على مكانتها الهامة في مجال إعادة التوزيع وتقديم الخدمات اللوجستية مع الدول الأوروبية. وعلى الرغم من التحديات الأقتصادية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط يحظى المغرب بتطور إقتصادي ملحوظ. وعليه، فإن شركة DHL تعتزم أن تتجه لهذه السوق الخصبة مما سينعكس إيجابا على حجم الإستثمارات التي ستوليها لمختلف القطاعات الحيوية مع التركيز على قطاع النقل السريع الدولي.
*ما هي استراتيجتكم المستقبلية للمغرب، وهل تعتزمون مباشرة مشاريع جديدة في المملكة؟ لقد قمنا مؤخراً ببناء منشأة ضخمة بمدينة الدارالبيضاء بتكلفة مقدارها 7 ملايين أورو وحرصنا كذلك على تطوير أسطولنا الجوي حيث قمنا بزيادة السعة الإستيعابية لطائراتنا علاوة على زيادة عدد رحلاتنا من الدارالبيضاء الى أوروبا كما قمنا بتقديم رحلات يومية من طنجة إلى إشبيلية. وعلى الصعيد المحلي، أفتتحنا العديد من نقاط التجزئة في أنحاء المغرب كان أحدثها في مدينة العيون وإننا نتطلع قدما لتوسيع إستثماراتنا وتعزيز وجودنا لنزداد قربا من عملائنا في المغرب وإننا واثقون من معدلات النمو الإقتصادي في المملكة حيث سنستمر في تعزيز قدراتنا ورفع حجم قدراتنا الإستيعابية وزيادة حجم أسطولنا.
*كيف تنظرون إلى قطاع اللوجيستيك في المغرب؟ يشهد القطاع اللوجستي نموا بارزا يتماشى مع إستثمار الحكومة في البنية التحتية والقطاعات الحيوية وبالاخص في رؤية 2020 التي تتضمن أن تصبح المغرب أول مصدر للسيارات في إفريقيا، وإنتاج مليون سيارة ليبلغ حجم الإستثمارات 100 مليار درهم. وتستمر كذلك القطاعات التقليدية، مثل المنسوجات والحرفيين والبناء بالازدهار والنمو كما تقدم الخدمات اللوجستية فرص هائلة للتجار والشركات لزيادة إستثماراتهم وإننا نسعى لنكون في قلب هذا النمو بغرض المساهمة في تنمية هذا القطاع ودعم خطة التنمية والروابط التجارية في البلاد. ولا تزال خدمات التوصيل السريع والخدمات اللوجستية تمثل ضرورة لجميع المجالات. ومن المتوقع أن تصبح التجارة الإلكترونية أساس للنمو الاقتصادي في المنطقة في السنوات المقبلة، إلى جانب الخدمات اللوجستية حيث تعد التجارة الإلكترونية احدى أسرع القطاعات نموا كما إنها من أهم محركات النمو في الخدمات اللوجستية الإقليمية.