حذر اختصاصيون من خطورة إقدام مرضى السكري على الصوم دون استشارة طبية. وقال محمد بلكانة، الأستاذ في العلوم شبه الطبية، إن إجراء التحاليل والفحوص ضروري لتحديد إمكانية المريض الصوم من عدمه. وأشار إلى بلكانة أن التهاون في ذلك قد يعرض المريض للوقوع في الغيبوبة وهي من أخطر عواقب المرض وتؤذي الدماغ. واعتبر بلكانة، الذي أصدر كتابا جديدا بعنوان «السكري ورمضان»، أن إقناع الناس خصوصا الكبار بعدم الصوم في رمضان مهمة صعبة، مشيرا إلى أن المرضى غالبا ما يمتنعون عن اتباع نصائح الطبيب رغم أن رأي الدين واضح، ويحث على الإفطار بالنسبة للمرضى. «مستحيل ما نصومش» إنها الجملة التي يرددها الكثير من المرضى على مسامع الأطباء كلما اقترب رمضان، كما تقول الدكتورة عهد عاشور الاختصاصية في أمراض الغدد والسكري. ونبهت عاشور إلى «ضرورة استشارة المرضى مع طبيبهم قبل فترة من حلول رمضان للتأكد من إمكانيتهم الصوم». واعتبرت أن إقناع المرضى خصوصا كبار السن أمر يجب أن يتعاون فيه الطبيب وأسرة المريض، وعلماء الدين، وذلك بهدف تجنيب عدد كبير من المرضى مضاعفات الصيام. وشدد بلكانة أن صيام مريض السكري يبقى محفوفا بالمخاطر لذلك يتوجب عليه مراقبة السكر باستمرار وزيارة الطبيب لتعديل العلاجات والالتزام بحمية خاصة، وإذا أحس بأي هبوط يتوجب عليه الإفطار فورا. من جانبه، لفت الدكتور عز الدين لخضر، الاختصاصي في أمراض السكري، أن اعتماد نمط عيش صحي يعد ضروريا لمرضى السكري سواء في رمضان أو غيره. ويقدم كتاب «السكري ورمضان» دراسة معمقة لاختلالات السكري وتعريف أنواعه وعواقبه وطرق التعايش معه. كما يسلط الضوء على طرق الإسعافات الأولية في حالة ارتفاع أو انخفاض السكري في الدم. وكذا كيفية استعمال حقن الأنسولين. إضافة إلى شرح موسع لرأي علماء الدين في رخص الفطر بالنسبة للمرضى كل حسب حالته الصحية. وحسب إحصاءات وزارة الحصة فإن 6،6 من الساكنة المغربية مصابون بالسكري بينما ترتفع هذه النسبة إلى 8،6 حسب تقديرات الاختصاصيين، إي أن أزيد من مليوني مغربي مصابون بالسكري من النوعين الأول والثاني