«زلزال لا بل تسونامي يهدد ساكنة العالم». الأمر لا يتعلق بكارثة بيئية وشيكة. بل آفة صحية إسمها السكري. تشبيه مخيف اختاره البروفسور جمال بلخضرة الاختصاصي في السكري والغدد للتعبير عن خطورة هذا المرض وعواقبه الصحية والاجتماعية والاقتصادية. عبر العالم يوجد أزيد من 300 مليون مريض بالسكري رقم مرشح للارتفاع ليصل 500 مليون بحلول 2030. أما في المغرب فيقدر عدد المصابين بالسكري بمليون ونصف المليون مريض، رقم مرشح للارتفاع مع تغير نمط عيش المغاربة. وقد جاء الإعلان عن هذه الأرقام خلال ندوة صحفية نظمتها مختبرات «نوفو نورديسك» أول أمس الأربعاء بالرباط في أفق الاستعداد لمشاركة بعثة مغربية في القمة الدولية بالأمم المتحدة حول الأمراض عير المعدية في شتنبر المقبل. وكذا بهدف خلق جسر تواصل مع المرضى مع قرب حلول شهر الصيام وتأثيره على المرضى. « نموت وما نبقاش بلا صيام» هكذا يتحدث غالبة المرضى المغاربة لأطبائهم رافضين الامتثال لنصائحهم بعدم الصوم. «واش نصوم؟» إنه السؤال الذي يطرحه كل مرضى السكري قبيل رمضان يقول البروفسور عبد المجيد الشرايبي الاختصاصي في أمراض السكري، مؤكدا أن غالبية المرضى يصرون على الصوم. « المريض كيدير لي فراسو» يشرح الشرايبي مؤكدا على ضرورة زيارة المريض لطبيبه قبل شهر على الأقل لتحديد إمكانية الصيام من عدمه. إذ يجب القيام بتحاليل وفحوص قبلية من أجل الاستعداد لهذا الشهر الخاص. « مريض الانسولين لا يجب أن يصوم لكن إذا أصر على ذلك يجب أن نساعده» يشرح الشرايبي، موضحا أن العلاجات تطورت من خلال وجود أنواع جديدة من الأنسولين التي يستمر تأثيرها 24 وساعة، مما يلبي حاجة المرضى الذين يصرون على الصيام. لكنه صيام يبقى محفوفا بالمخاطر لذلك يتوجب على المريض مراقبة السكر باستمرار وزيارة الطبيب لتعديل العلاجات والالتزام بحمية خاصة، وإذا أحس بأي هبوط يتوجب عليه الإفطار فورا. وقد كانت الندوة فرصة لاستعراض نتائج دراسة حديثة أجرتها مختبرات «نوفونورديسك» بتعاون مع مؤسسة «إيبسوس» حول مدى الوعي بمخاطر وأسباب ومضاعفات داء السكري لدى سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكشفت الدراسة، بشكل شامل، عن وجود ضعف كبير في المنطقة على صعيد الوعي بمخاطر داء السكري. لكن الأمر المميز هو اعتبار المغرب تلميذا نجيبا. ليس للأمر علاقة بالرياضيات أو الفزياء بل بوعي الساكنة المغربية بخصوص أمراض السكري. فبالنظر للإمكانيات المرصودة في المغرب للتوعية بهذا المرض مقارنة مع الدول الخليجية فإن أجوبة المغاربة كانت مقبولة. فنسبة 40 بالمائة فقط من الأشخاص المستجوبين داخل المنطقة يتمكنون من معرف حقيقة أسباب الداء ومخاطره، مقابل 41 بالمائة في المغرب. ويعتبر مستوى الوعي بداء السكري أكثر ارتفاعا بمصر بنسبة 54 بالمائة وأكثر ضعفا في إيران ب 21 بالمائة. وكدليل على تفوق المغاربة فقد بين البحث أن نسبة المغاربة المستجوبين الذين يعتقدون بأن السكري داء معدي يصل 18 بالمائة مقابل 31 بالمائة في الجزائر.