اعتقلت الشرطة الإيطالية أمس (الاثنين)، عصابة يعتقد أنها تسللت إلى أحد أكبر مراكز استقبال المهاجرين واستغلت طالبي اللجوء، بمساعدة رابطة كاثوليكية، كستار للاستيلاء على ملايين اليورو من أموال تخصصها الدولة لرعاية الوافدين الجدد. وأفاد بيان للشرطة بأن "أكثر من 500 عنصر من الشرطة اعتقلوا 68 شخصا، بينهم قس ورئيس جمعية ميزيري كورديا المحلية، خلال الليل بتهمة الارتباط بالمافيا في مركز إيزولا دي كابو ريزوتو بمدينة كالابريا". وقال ممثل الادعاء الإيطالي، نيكولا غراتري: "نحو 32 مليون يورو (35 مليون دولار) ذهبت بشكل مباشر إلى حساب العائلة"، مضيفا أن القس إدواردو سكورديو حصل على 150 ألف يورو لقاء "الوعظ الديني" للمهاجرين. وأضاف: "كان يتعين أن يتناول 500 مهاجر طعام الغداء، ولكن وصل 250 وجبة فقط إلى المركز. ويضطر الآخرون لتناول الطعام إما في المساء أو في اليوم التالي". وأظهرت التحقيقات أن "عائلة أرينا" التابعة لمافيا "ندرانغيتا" الإجرامية تمكنت من تكوين ثروة عبر تقديم الخدمات للمركز، الذي كان يقيم فيه ما يقارب 1500 مهاجر منذ عام 2006، والاستحواذ على أموال الدولة المخصصة للمهاجرين. وأوضحت التحقيقات أن المبالغ التي تم الاستيلاء عليها، قامت العصابة من خلالها بشراء عدد من دور السينما والمسارح والشقق والسيارات الفارهة، بالإضافة إلى بعض اليخوت والأراضي. وصادرت الشرطة بضائع وعقارات بلغت قيمتها 84 مليون يورو في مداهماتها، وعثرت على 200 ألف يورو (220 ألف دولار) في منزل رجل أعلن لمسؤولي الضرائب أن دخله السنوي لا يزيد على 800 يورو. وذكر بيان الشرطة أنها تشتبه أيضا في أن العصابة تدخلت في إدارة مركز للمهاجرين في جزيرة لامبيدوسا الجنوبية التي تقع على الخط الأمامي في أزمة المهاجرين الإيطالية. ووصل أكثر من نصف مليون مهاجر إلى إيطاليا منذ 2014، معظمهم على متن قوارب من ليبيا القريبة، وفتحت الحكومة مراكز استقبال في أرجاء البلاد لرعاية الوافدين الجدد. وتمنح الحكومة مركز "إيزولا كابو ريزوتو" حوالي 16 مليون يورو (17.5 مليون دولار) في السنة لإيواء وإطعام المهاجرين.