تواصل الشرطة الاسبانية التصدي لمراوغات "ميسي" المخدرات بمضيق جبل طارق، بعد نجاحها في تفكيك شبكته، بإيقاف 19 شخصا، أغلبهم يحملون الجنسية المغربية، إلى جانب 5 إسبان وأوكراني، وفق ما كشفت عنه الأبحاث التي تباشرها مصالح الأمن والحرس المدني الاسباني. وظل مصير زعيم هذه الشبكة، وهو مغربي، 33 سنة، المعروف لدى الأمن الاسباني ب "ميسي" تهريب المخدرات بين الضفتين، مجهولا، بعدما توصلت الشرطة الاسبانية إلى معطيات تؤكد تواجده بالمغرب، منذ أن تمكن من الفرار في شهر مارس المنصرم، على متن زورق سريع في اتجاه سواحل طنجة، حين دخل أفراد من مجموعته في اشتباك مع عناصر الشرطة خلال استعداده لحضور حفل غنائي للشاب مامي بأحد الملاهي بالجنوب الاسباني، وهو المحل الذي قررت بلدية الجزيرة الخضراء إغلاقه بعد هذه الواقعة. وذكرت مصادر إعلامية اسبانية، أن الحادث الذي وقع بمقهى "شيشا بيتش" بشاطئ خيطاريس، أسفر عن إصابة شرطيين اسبانيين بطعنات بالسلاح الأبيض، خلال مساعدة زعيم هذه الشبكة على الفرار بعد مطاردته من قبل عناصر الأمن، حيث استعمل سيارته واتجه نحو أحد النقط الساحلية، وهناك كان في انتظاره زورقا سريعا يستعمل في تهريب المخدرات لنقله إلى التراب المغربي. وتشير المعلومات التي قدمتها الشرطة الاسبانية حول هذه الشبكة، أن "ميسي" استطاع تنفيذ مجموعة كبيرة من عمليات تهريب المخدرات، انطلاقا من السواحل الشمالية المغربية في اتجاه الضفة الأخرى من الجنوب الاسباني، وصار مبحوثا عنه منذ شهر يناير الأخير، بعدما صدرت في حقه 8 مذكرات بحث أوروبية، حين شرعت مصالح الأمن الاسبانية في تكثيف أبحاثها لتفكيك شبكته. وكانت العملية الأخيرة، التي شارك فيها عناصر الشرطة الوطنية والحرس المدني، قد أسفرت عن حجز شحنة مهمة من المخدرات بأحد المخابئ التابعة لشبكة "ميسي"، بلغت 13 طنا من مخدر الشيرا، كما تم ضبط أسلحة وذخيرة حية. واهتمت وسائل الإعلام الاسبانية بمغامرات "ميسي" المغربي، التي دوخت الأجهزة الأمنية المكلفة بالمراقبة البحرية بمضيق جبل طارق، بعدما كشفت عن الطرق التي يعتمدها في تهريب كميات مهمة من المخدرات باستعمال زوارق سريعة، تصل في بعض الحالات إلى نقل ما يفوق 8 أطنان في عملية واحدة، ويتقاضى الشخص الذي يتولى قيادة الزورق وتنفيذ مهمة إيصال شحنة المخدرات من الساحل المغربي نحو التراب الاسباني، مبلغ يقدر بحوالي 50 ألف أورو، حسب ما جاء في بعض التقارير الصحفية الاسبانية. وتساءلت نفس المصادر عن كيفية استغلال ممرات بحرية تخضع للمراقبة بالكاميرات، من طرف هذه الشبكة، أمام عجز المصالح الأمنية المعنية بحراسة السواحل المغربية والاسبانية، عن إحباط محاولات "ميسي" المتكررة لتسجيل أهداف في مرمى الأجهزة الأمنية، حيث تشير بعض المعلومات التي كشفها بحث الشرطة الاسبانية، عن تنفيذ هذه الشبكة لأكثر من عملية في ليلة واحدة بأماكن متفرقة، وهو ما يثير شكوك المحققين حول ما إذا كان هناك تواطؤ بين عناصر المراقبة البحرية وأفراد الشبكة. ويسود تخوف من استغلال تقنيات هذه الشبكة من قبل تنظيمات إرهابية، بعدما تبين من خلال عملية فرار زعيمها بكل سهولة على متن زورق سريع، أن نقل مواد محظورة بين الضفتين، أضحى أمرا سهلا بيد المهربين، خاصة بعد كشف حيازتهم لأسلحة نارية عبارة عن بنادق حربية ومسدسات، وهو ما تسعى المصالح الأمنية المغربية والاسبانية إلى محاربته في إطار التعاون الأمني المشترك بين البلدين.