بعد قطعهم لعشرات الكيلومترات قادمين من منطقة سكساوة العليا، حطوا الرحال بمدينة شيشاوة، وضربوا طوقا على مبنى عمالة الإقليم، سلاحهم الرايات والأعلام الوطنية وشعار "عاش الملك"، وذخيرتهم صرخات الإحتجاج ضد الإهمال والتهميش. مئات المواطنين غادروا بيوتاتهم المتواضعة ببعض الدواوير والتجمعات المتواضعة، الممتدة على طول رقعة النفوذ الترابي لجماعتي للا عزيزة، وأيت حدو يوسف بمنطقة سكساوة العليا، وامتطوا صهوة مسيرة غضب واحتجاج ماراطونية، عازمين على إسماع مطالبهم للمسؤول الأول عن الإقليم، في شخص عامل عمالة شيشاوة، بعد أن أعيتهم الوعود العرقوبية التي ما انفك يرشقهم بها المسؤولون المحليون، دون أن تجد طريقها إلى التفعيل. مطالبهم بسيطة، لا تتعدى تفعيل مشروع الطريق الذي ظل يراود أحلام الساكنة، بما يعنيه من فك العزلة عن ساكنة هذه التجمعات المنذورة لحياة الفقر والتهميش. المسيرة استنفرت السلطات المحلية، التي اضطرت، تحت ضغط العزيمة والإصرار، لأن تفسح الطريق أمام طوابير المحتجين لمواصلة المسير والتوجه لمبنى عمالة شيشاوة، حيث عمل عامل الإقليم شخصيا على عقد جلسة حوار مع ممثلين عن الساكنة المحتجة المؤازرة ببعض الفعاليات الحقوقية وهيئات المجتمع المدني، بدا خلالها المسؤول المدذكور متفهما لمشروعية المطالب، وبالتالي تعهده بالعمل على استئناف أشغال إنجاز الطريق ضمن آجال لا تتعدى أسبوعين على أبعد تقدير، مع التزامه بتنفيذ المشروع وفق ما هو مخطط له دون أي تحريف أو انحراف، ليغادر بعدها المعنيون في رحلة عودة إلى بيوتهم وقد اطمئنوا على مصير الطريق التي طال انتظارها.