لم تحل التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها شيشاوة صباح يوم الجمعة الماضي وكذا محاولات عامل إقليم شيشاوة وبعض مساعديه طيلة أسبوع بكامله التي بلغت حد التوسل من خروج سكان الجماعة القروية اهديل في مسيرة حاشدة مشيا على الاقدام في اتجاه مقر عمالة شيشاوة ، المسيرة استجاب لها ما يربو عن خمسمائة شخص من سكان عشرات الدواوير المنتمية للجماعة القروية اهديل المثخنة بالفقر للمطالبة بفك العزلة ورفع التهميش عن منطقة احمر وذلك بالتعبيد العاجل للطريق الرابطة بين مقر جماعة اهديل وجماعة ايغود على مسافة تقدر ب 24 كيلومترا وتوفير الحد الأدنى من شروط الولوج للخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، وتعد مسيرة الجمعة الماضي والتي قطع فيها الغاضبون أزيد من خمسة عشر كيلومترا مشيا على الأقدام في اتجاه شيشاوة شكلا جديدا من أشكال التصعيد التي هدد بها السكان بعد أن اقتصرت تحركاتهم طيلة الشهر الماضي على التظاهر بعد زوال كل يوم جمعة أمام مقر الجماعة القروية اهديل في محاولة للضغط على المسؤولين للاستجابة لمطالبهم التي تعد الطريق أكثرها إلحاحا،وهي المطالب التي كانت الجهات المسؤولة تحاول في كل مرة مناقشتها مع ممثلين عن المحتجين بكل من مقري جماعة اهديل وعمالة إقليم شيشاوة، بيد أن إحساس الغاضبين بعدم جدوى مقترحات السلطات وعدم استجابتها لتطلعاتهم وأمالهم في الحصول على وعود ملموسة وواقعية قرروا تعليق الحوار والانكباب على ما أسموه النضال المستميت لتحقيق مطالبهم ومن ثمة تنفيذ مسيرة الجمعة كخطوة أولى على أساس خوض اعتصام مفتوح أمام مقر جماعة اهديل بداية من يوم الجمعة القادم لمدة أسبوع وتحويله بعد ذلك إلى مقر عمالة شيشاوة في الأسبوع الموالي قبل تنظيم مسيرة مماثلة في اتجاه ولاية مراكش، المتظاهرون رددوا على طول المسيرة التي استنفرت كافة الأجهزة الأمنية والمسؤولة شعارات تشجب أشكال تعاطي المسؤولين مع مطالبهم “شكون سباب المهزلة الرئيس والعمالة” و ” مجالس مشات وجات والحالة هي هي عيتونا بالشعارات والحالة هي الحالة و ” علاش جينا واحتجينا على الطريق اللي بغينا” كما طالب الغاضبون بتدخل الملك للاطلاع على أحوالهم وإنقاذهم من لا مبالاة مسؤوليهم من تهميش تعددت وجوهه وطال أمده بجماعة لا تتوفر على سنتمتر واحد من الطرق المعبدة في وقت تعيش باقي المرافق الأساسية وضعا صعبا بسبب الخصاص الحاد في البنيات الأساسية والتجهيزات والموارد البشرية في مقدمتها الصحة والتعليم مما أسهم في تدني الخدمات وبالتالي تزايد نسب الأمية ووفيات الرضع والنساء الحوامل معبرين عن ذلك بشعارات من قبيل ” نانسي عجرم تعطوها مليار وأنا ندي امرتي تولد فوق حمار” التنديد طال بعض المنابر الإعلامية العمومية من خلال لافتات تندد بالغياب المستمر عن تغطية حركاتهم الاحتجاجية التي لا تطالب إلا بإسماع صوتهم للدوائر العليا لتوفير ضروريات الحياة الكريمة، طول المسافة التي قطعتها المسيرة وأهمية الطريق السريع الرابط بين الصويرة وشيشاوة الذي نهجه الغاضبون والتقلبات المناخية أربك في كثير من المناسبات حركة السير وجعل الأجهزة الأمنية تقرأ “اللطيف ” خوفا من حدوث ما لا تحمد عقباه على طريق سياحية هامة وهو اضطراب بلغ مداه باحتلال المسيرة للطريق عند مدخل شيشاوة حيث جابت الشارع الرئيسي وشارع محمد السادس قبل أن تستقر أمام مبنى عمالة شيشاوة بالرغم من التساقطات المطرية الغزيرة . عبد المجيد شفوق