تميزت جلسة افتتاح الدورة التاسعة للفلاحة التي انطلقت صباح اليوم الاثنين بمكناس، بالكلمة القوية التي ألقاها الرئيس الغيني، ورئيس الاتحاد الإفريقي، ألفا كوندي، الضيف المميز للمناظرة والملتقى ككل، إذ قال كوندي إن إفريقيا راشدة بما يكفي و لا يجب أن يملى عليها ما ستفعل و ما ستخططه لشعوبها، معتبرا أن من بين أهم ما يعيق التقدم في القارة السمراء، مسألة إغلاق الحدود بين العديد من البلدان ما يحد من تطور هذه البلدان ويؤثر على تنمية شعوبها ورفاهيتهم. كما عبر كوندي عن سعادته بالحضور في هذا اللقاء الفلاحي المهم، والذي يترجم الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تعزيز التعاون جنوب جنوب، وفي التنمية المستدامة للفلاحة و الدفاع عن الأمن الغذائي في إفريقيا و عبر العالم، مضيفا أنه يحضر كضيف شرف في الملتقى بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي، و هذا يمنحه الفرصة من جديد لتهنئة المملكة الشريفة بعودتها إلى أحضان أسرتها الإفريقية، لأنه مقتنع بأن المغرب سيساهم بشكل كبير في إرساء دعامات التضامن و التعاون بين الشعوب الإفريقية. وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس الغيني عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والمملكة المغربية "لاستعدادهما الثابت لمواكبتنا في مختلف المجالات وخصوصا إقامة مختبر متحرك للتربة وإطلاق قافلة للنهوض بثقافة التخصيب العقلاني للفلاحة الغينية وإمدادنا الجاري حاليا ب100 ألف طن من الأسمدة، تشمل 20 ألف طن من الأسمدة المركبة ومبادرات أخرى متعددة لتعزيز القدرات على مختلف المستويات". كما ثمن السيد كوندي التأثير الايجابي لتفعيل مخطط لمغرب الأخضر على التنمية المتميزة للفلاحة المغربية، ومكافحة الفقر وضمان الأمن الغذائي. وذكر بأن الفلاحة التي تعد النشاط الاقتصادي الأول في أكثر من 95 في المائة من الدول الإفريقية، تسهم في إحداث نحو 35 في المائة من مناصب الشغل المباشرة في القارة و70 في المائة من مداخيل الساكنة أي نحو 600 مليون نسمة، مشددا على ضرورة ايلاء التنمية الفلاحية الأولوية نظرا لتأثيرها على النمو الاقتصادي ومكافحة الفقر.