أكد المشاركون في أشغال الدورة الثانية لملتقى التنمية الفلاحية بالقارة الإفريقية (إيف إيم بي أفريكا 2011) المنعقد حاليا بمراكش ،أنه بالرغم من الأهمية البارزة التي تكتسيها الفلاحة على المستويين الاجتماعي و الإقتصادي ،فإن الأراضي الصالحة للزراعة لا تتجاوز نسبة 18 في المائة وتستخدم أقل من واحد في المائة من الحجم الإجمالي لاستهلاك الأسمدة في العالم. وأضافوا ، أن الفلاحة بالقارة تشكل المصدر الرئيسي للدخل (65 في المائة) بالنسبة للساكنة، كما توفر مناصب شغل غير مباشرة وتحتل مركزا محوريا في الاقتصاد نظرا لارتباطها بالعديد من القطاعات الأخرى غير الزراعية فضلا عن كونها رافعة أساسية للنمو الاقتصادي وللحد من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي. وأشاروا الى أنه بالرغم من المكانة البارزة للفلاحة بالقارة السمراء فإنها تظل متخلفة وتعاني من انخفاض الإنتاجية، حيث أدت السياسات الفلاحية التي تم تنفيذها في سبعينيات القرن الماضي الى الطريق المسدود مبرزين في هذا السياق ،أن تدهور التربة والنظم الأكولوجية للإنتاج وغياب إجراءات تصحيحية، يهدد مستقبل الزراعة في أفريقيا. وأوضحوا ، أن الانتاج المتدهور والنمو المتواصل و المتسارع للسكان والذي قد يصل الى مليار نسمة ،علما أن أفريقيا تستورد اليوم ثلاثة أرباع من إحتياجاتها الغذائية ، سيزيد من تأزيم الوضعية الراهنة الجد مقلقة نظرا لتدهور التربة والافتقار الى البنية التحتية والغياب الفعلي للتكوين في المجال الفلاحي. وأكد المشاركون أن استهلاك الأسمدة بالقارة السمراء لا يزال منخفضا جدا (ثمانية كيلوغرامات ) من الأسمدة في السنة لكل هكتار مقابل 120 كيلو غرام في المتوسط في العالم ، موضحين أن الأثار السلبية على البيئة قد تكون كارثية كون سوء التخصيب يؤدي الى تدهور التربة بشكل سريع الشيء الذي يدفع الى البحث عن أراضي جديدة عن طريق تدمير الغابات . ويشكل هذا الملتقى المنظم من قبل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ،محطة هامة في التنمية الفلاحية وفي استعمال الأسمدة بطريقة مستدامة، وفرصة لتحديد أسس تحقيق الثورة الخضراء بالاعتماد على تجارب المنتجين والمستوردين والموزعين وتجار الأسمدة بالتقسيط، بالقارة الإفريقية. يشار الى أن مجموعة المكتب الشريف ركزت ،في اطار " الثورة الخضراء " باعتبارها رائدا على المستوى العالمي في مجال الفوسفاط ومشتقات الأسمدة ،على القارة الأفريقية ووضعتها على رأس أولوياتها ، هادفة بذلك الى المساعدة على خلق سوق أسمدة مستقرة في القارة وذلك من خلال تقوية التعاون فيما بين دول الجنوب و المساهمة في تعزيز موقعها ضمن كبار الفاعلين الزراعيين في العالم بصفة عامة و أفريقيا بصفة خاصة .