يبدو أن الرجل جاء ليقول كل شيء، رغم مسؤوليته كرئيس لجنة دعم المهرجانات السينيمائية (مافي كرشو عجينة)،كان يتكلم بكل أريحية، معتمدا على فكره الفلسفي القادر على التحليل والتواصل والحوار بشكل عقلاني،بعيدا عن لغة الخشب والشعوبية الضيقة. عندما عرض عليه بلال مرميد المشاركة في برنامجه FBM لم بتردد،وقبل الدعوة بكل عفوية ،قال كل شيء،واستطاع أن يقنع في جميع تدخلاته، وفي كل المواضيع الحساسة منها والمسكوت عنها.طبعا لان مهمته داخل اللجنة كما قال تكليف وليس تشريف. فهو العارف بخبايا المسؤوليات،سواء داخل أكاديمية المملكة المغربية، الجمعية المغربية لحماية الطفولة والمدرسة المولوية ،أو داخل هيئات أخرى دولية. هذا المرة بلال مرميد لم يختر الفنان،بل ارتأى أن يجلس لمواجهته مسؤول داخل لجنة دعم المهرجانات ليجيب عن أسئلة،طالما احتاج إليها المتتبع السينمائي ومنظمو المهرجانات.ولينتقل من مسؤول يسائل منظمي المهرجانات ،إلى ضيف يساءل عن كيفية وطريقة الدعم. الموضوع هذه المرة جد حساس،يتعلق بتوزيع الدعم على المهرجانات والتظاهرات والملتقيات السينيمائية من المال العام،وهي مهمة ليست بالسهلة.فاللجنة منحت الدعم لسبعة عشر مهرجانا برسم الدورة الأولى من السنة الحالية،وينتظر أن تخصص ميزانية مهمة لمهرجانات أخرى.وسيكون الدعم مجملا مخصصا لحوالي أربعين مهرجانا. سلاسة محمد مصطفى القباج رئيس لجنة دعم المهرجانات السينيمائية،فتحت شهية النقاش،وكان هادئا أمام الأسئلة،التي قد تبدو للبعض محرجة،لكن الضيف كان جد متحرر،وكان يختار جمله بعناية عفوية،وكان في كثير من المرات متفقا مع ما جاء به بلال،حينما عرج النقاش حول المهرجانات الجاد ة والأخرى التي يبحث خلالها المنظمون على مصروف الجيب،وهو مايفقد البعض منها المصداقية.كما لم ينزعج القباج عندما تساءل بلال عن أهليته داخل اللجنة،باعتباره مفكرا وفيلسوفا،ليس له دراية بالتدبير ولا بالتسيير،وعدم ارتباطه بالسينما. لأن الحكم على المهرجانات يتطلب حرفية عالية، والتكوين" الفلسفة لها علاقة وطيدة بالجماليات.والفيلسوف المفروض فيه أن يتأمل،واللجنة بها أشخاص لهم دراية في هذا الميدان.لها رؤى تقنوقراطية،فنية،سياسية،نقدية.الناس معي سهلوا علي المهمة،وموقفي داخلها،موقف الحكيم". النقاش الجاد الذي ساد خلال حلقة يوم الجمعة 15 أبريل 2017 من برنامج "في مواجهة بلال مرميد" التي بث على قناة ميدي 1 تيفي تحدث كذلك عن دفتر التحملات والوعود التي تلتزم بها بعض المهرجانت،فيما يسود الغموض في مهرجانات أخرى،التي لاتحترم ينود القانون المنطم للجنة الدعم،وفي كثير من الأحيان،تلصق لها عناوين كبرى،المراد منها التضخيم والتمويه.كما لم يفت بلال مرميد التحدث عن تقليص الدعم الخاص بمهرجان خريبكة للسينما الإفريقية،والمهرجان الوطني لسينما الهواة بسطات. وعن الإكراهات التي يواجهها أعضاء لجنة دعم المهرجانات السينيمائية،لخص محمد مصطفى القباج ذلك في جملة قصيرة" نحن في وضعية غير مريحة".