احتضنت قاعة الندوات بالمركز الثقافي الأشجار العالية بمدينة بني ملال،مساء أمس السبت (8 أبريل)،حفل توقيع رواية الكاتب والشاعر المغربي،و وزير الثقافة الأسبق،محمد الأشعري ،التي إختار لها إسم "ثلاث ليالٍ". حفل التوقيع الذي عرف حضور العديد من الوجوه المهتمة بالشأن الثقافي ،شهد تقديم الكاتب والروائي نور الدين درموش لقراءة شاملة في الرواية ،أستهلها بالتأكيد على أن رواية "ثلاث ليالٍ" تعد من طينة الروايات المركبة ،التي لا تتخذ في تصورها و بنائها الجماعي على خطية زمنية ،أو على أماكن موحدة أو على أحداث متناغمة متسلسلة ومتلاحقة. وأضاف درموش ،أن الرواية ،كما يدل عنوانها ،تتألف من ثلاث محكيات كبرى ،كل واحد منها مستقل بزمنه و أحداثه ،وينفرد بسياقاته التاريخية المميزة ،كل محكي موسوم ب "ليلته". و أشار درموش دائما ،إلى أن أهمية الرواية تكمن بالأساس في ما أنتجته من معرفة روائية مميزة ،بخصوص الحالات و الوضعيات التي تجسدها شخصيات الرواية ،النسائية منها خاصة ،مؤكدا في نفس السياق أن رواية "ثلاث ليالٍ" تميزت بعمق معرفي أثناء إستقصائها للمعاني الدقيقة التي تكتنز و تحفل بها. و اختتم درموش قرائته للرواية بالإقرار على أن محمد الأشعري وكحال جميع رواياته السابقة ،أصر على أن يمنح الحياة ،بواسطة الحكاية و الكتابة فرصة الإنتصار على الأفول و الموت،بوفاء لا يخون. من جهته ،قدم الكاتب و الروائي المغربي عبد الكريم الجويطي قرائته الخاصة للرواية التي أكد أنها مكونة من ثلاث لوحات،منفصلة عن بعض ، تطرقت اللوحة الأولى منها لمرحلة مهمة من التاريخ المغربي من خلال تجسيد شخصية الباشا "الكلاوي" ،أما اللوحة الثانية فتحدثث عن فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني ،و عن حريم السلطان كتقليد كان السلاطين يحرصون على إتباعه لقرون عديدة ،حريم قد يصلون إلى أزيد من 500 إلى 600 إمرأة حسب ما أكده الجويطي ، أما اللوحة الثالثة من الرواية ،فتدور أحداثها داخل إحدى الحانات التي كانت مهددة بالزوال آنذاك. واعترف الجويطي أن الرواية كانت حبلى بالعديد من التجسيدات لعلاقة المرأة ، السلطة و المغرب في فتراته المختلفة. و عن عنوان الرواية ،أشار الجويطي ،انه و بمجرد سماع القارئ لإسم "ليالٍ" ،أول ما يتبادر إلى ذهنه هو رواية "ألف ليلة و ليلة" ،بينما يحيل لفظ "ثلاث" بشكل بديهي لأي شيء يريده الإنسان أن يكون مكتملا ،إكتمال يحيلنا دائما للأمور المثلثة الأبعاد ،وهو ما أخده الأشعري بعين الإعتبار حينا هم في كتابة روايته ،محاولا أن يوصل للقارئ صورة مكتملة عن المغرب ،من خلال شخصيات الرواية المتنوعة. واختتمت فعاليات حفل التوقيع بتطرق كاتب الرواية ،محمد الأشعري ،لسياقات فكرة كتابة روايته الجديدة ،مشيرا في هذا الصدد إلى أنها تولدت من خلال دعوة أولية تلقاها من إحدى دور النشر الأمريكية من أجل المشاركة و المساهمة في كتابة سلسلة ذات طابع بوليسي ،تحمل إسم "مدن سوداء" ،حيث إسندت له مهمة الكتابة عن مدينة مراكش ،الأمر الذي حذا به إلى كتابة الجزء الأول الذي أسماه "مومياء دار الباشا" ،ومباشرة بعد ذلك يوضح الأشعري أن كتابته للفصل الأول جعلته يقف على إرهاصات عمل أكبر و ربما أعقد ،و هو ما دفعه إلى تبني خيار كتابة رواية "ثلاث ليالٍ".