من محمود رضا مراد - القاهرة 23 مارس (رويترز) - قال الجيش المصري في بيان اليوم الخميس إن ثلاثة من ضباطه وسبعة مجندين قتلوا في انفجار عبوتين ناسفتين في مركبتين أثناء مداهمة "بؤرة إرهابية" بوسط شبه جزيرة سيناء كما قتل 15 "تكفيريا" خلال العملية. وفي السابق كانت هجمات المتشددين ومواجهات قوات الأمن معهم تتركز في منطقة شمال سيناء التي تنشط فيها جماعة ولاية سيناء الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية لكن نطاق الهجمات والمواجهات امتد إلى وسط سيناء خلال الشهور الأخيرة. ويقول مراقبون إن اتساع نطاق المواجهات ربما يكون سببه محاولات المتشددين الهروب من الضغوط والإجراءات الأمنية المشددة في شمال سيناء. ولم يذكر بيان الجيش اليوم متى وقعت المواجهات ولم يشر إلى مصابين. لكن جاء فيه أن قوات الجيش ألقت القبض على سبعة "تكفيريين" وهو المصطلح الذي تطلقه أجهزة الأمن المصرية على المتشددين. وقال البيان"قامت قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميداني بمداهمة إحدى البؤر الإرهابية شديدة الخطورة بوسط سيناء وأسفرت عمليات المداهمة والاشتباك مع العناصر التكفيرية عن مقتل عدد 15 فردا تكفيريا والقبض على عدد 7 آخرين." وأضاف أنه "أثناء مطاردة العناصر الإرهابية انفجرت عدد 2 عبوة ناسفة في مركبتين لعناصر المداهمة مما أسفر عن استشهاد عدد 3 ضباط وعدد 7 أفراد من أبطال القوات المسلحة." ولم يذكر البيان أسماء الضباط الثلاثة أو رتبهم لكن مصادر أمنية قالت إنهم برتبة عقيد ومقدم ورائد. وذكر البيان أن القوات دمرت مخزنين عثر بداخلهما على نصف طن من مادة (تي.إن.تي.) شديدة الانفجار و55 جوالا من مادة نترات الأمونيوم التي تستخدم في صنع المتفجرات وعبوات ناسفة معدة للاستخدام ومعدات يستخدمها المتشددون في أعمال المراقبة. وأضاف أنها ضبطت أيضا مئات الحواسب والهواتف المحمولة والوثائق والذخائر والأعلام الخاصة "بالعناصر الإرهابية". ونشر المتحدث العسكري صورا تظهر عدة جثث لمسلحين على ما يبدو وبعض المضبوطات خلال العملية من بينها قنابل يدوية وألواح شمسية وقنابل يدوية ولوحات معدنية للسيارات. وأظهرت إحدى الصور سبعة أفراد معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي جاثين على ركبهم تحت حراسة اثنين من جنود الجيش. وكثف المتشددون في شمال سيناء هجماتهم وقتلوا المئات من قوات الجيش والشرطة بعد إعلان الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه. وأعلنوا مبايعتهم لتنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 وغيروا اسم جماعتهم من أنصار بيت المقدس إلى ولاية سيناء. وتحول القيود على الصحفيين في شمال سيناء دون الحصول على معلومات من مصادر مستقلة. وتزامن صدور بيان الجيش اليوم مع ندوة تثقيفية ينظمها الجيش ويشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار القادة العسكريين بعنوان (يوم الشهيد). وخلال الندوة قال السيسي الذي كان وزيرا للدفاع وقائدا للجيش وقت عزل مرسي: "من يتصدى للإرهاب ليس الجيش والشرطة بل شعب مصر بأكمله ونحن لابد أن نحمي بلدنا ونحميها ونكبرها. الشهداء عند الله لأنهم حافظوا على بلدهم." وتحدث السيسي عن الهجوم الذي نفذه مهاجم منفرد قرب البرلمان البريطاني في لندن أمس الأربعاء وقتل فيه أربعة أشخاص أحدهم المهاجم وأصيب 40 آخرون وقال "نحن كحماة للحق ...نتصدى للإرهاب بجد.. ندين بأشد العبارات كل عمل إرهابي خسيس وجبان ضد أي أحد على وجه الأرض". وكان السيسي قال في أكثر من مناسبة إن بلاده تحارب الإرهاب بالنيابة عن العالم كله وطالب المجتمع الدولي بدعم مصر والتكاتف في مواجهة خطر المتشددين الذي يصفه بأنه خطر وجودي.