أكد رئيس اتحاد الناشرين المغاربة عبد الجليل ناظم، السبت بالرياض، أن الكتاب المغربي يعرف إقبالا منقطع النظير بمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي تتواصل فعالياته إلى غاية الثامن عشر من مارس الجاري. وأوضح الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط والذي حضر المعرض باسم (دار توبقال للنشر)، أن القارئ السعودي "يتابع عن كثب الحركة الثقافية المغربية ومطلع جيد على تفاصيل المنشورات المغربية وإنتاج المثقفين والكتاب والأدباء المغاربة". ولمس عبد الجليل ناظم، كما يقول، الشوق الكبير لدى القارئ السعودي للاطلاع على جديد الفكر المغربي، مبرزا في ذات الوقت أنه استنتج من خلال مشاركة دار توبقال بالمعرض لسنوات أن هناك "نفس من الأمل للكتاب المغربي". وما يعزز ذلك، وفق ناظم، هو أن السعوديين ينظرون إلى "الحركة الثقافية بالمغرب كنموذج يجب أن يحتذى" لاسيما بعدما شهدته الحركة الثقافية على مستوى الوطن العربي من "انتكاسة بسبب الأوضاع الانتقالية الصعبة والتمركز واختناق الحريات". ويرجع الفضل في ذلك، يبرز ناظم، في كون المشهد الثقافي بالمغرب يعد "أكثر صلابة لا سيما وأن الاحتكاك بالثقافة الفرنسية منح نفسا طويلا ونكهة خاصة للحركة الثقافية في المغرب". وفي ذات السياق أكد نجيب فيصل، عن دار مؤسسة افريقيا الشرق، الاقبال الكبير للقارئ السعودي على المنشورات الأكاديمية بالخصوص، معتبرا أن معرض الرياض الدولي للكتاب مناسبة مهمة للتعرف على الكتاب المغربي الذي يقارب مختلف حقول المعرفة. وقال إن دار النشر مؤسسة افريقيا تعرض خلال الدورة الحالية لمعرض الرياض نحو 60 عنوانا جديدا لإشباع الفضول المعرفي لدى القارئ السعودي الذي بدأ من يوم افتتاح هذه التظاهرة يبدي اهتماما كبيرا بالمنتوج الأكاديمي الذي حرصت الدار على توفيره له. وفي دردشة مع زوار سعوديين لرواق بعض دور النشر المغربية المشاركة قال أحد زوار رواق (دار توبقال للنشر)، إنه من المهتمين بالإنتاج الثقافي المغربي لا سيما في مجال الترجمة، مؤكدا للوكالة انبهاره بترجمات وإنتاج كتاب ومفكرين كبار من أمثال طه عبد الرحمان وعبد الله العروي ومحمد سبيلا وعبد السلام بن عبد العالي وعادل حدجامي خصوصا كتابيه "سبينوزا فلسفة عملية" و"جيل دولوز عن الوجود والاختلاف". واعتبر الزائر السعودي أن الترجمة التي أنجزها المثقفون المغاربة "من أفضل الترجمات عربيا، كما أن بحوثهم تتسم بالجدية التي باتت تفتقد في البحوث والدراسات الأكاديمية على مستوى العالم العربي" . و بدوره أبرز فيصل محمد، أحد مرتادي الجناح المغربي، اهتمامه بمنتوجات العلماء والمفكرين المغاربة وبإنتاجات المؤسسات العلمية المهتمة بالثقافات والدراسات الإسلامية والدراسات اللغوية والسياقية. وقال إن المشارقة يهتمون بالعلماء المغاربة لجودة كتاباتهم وتعمقها في الفلسفة الحديثة والدراسات الحديثة التي طوعوها لدراسة الشريعة الإسلامية والقرآن الكريم والحديث النبوي، مستشهدا بالخصوص بالمفكر طه عبد الرحمان والناقد والباحث سعيد يقطين. وجهة نظر تقاسمها أيضا فادي فاضل عن المركز الثقافي العربي (لبنان)، معبرا في تصريح مماثل عن اعتزازه وافتخاره بالكتاب المغربي، الذي يلقى لدى الدار، التي تنشط في أيضا في الدارالبيضاء، إقبالا كبيرا، لا سيما كتابات المفكرين طه عبد الرحمان وعبد الله العروي. ونوه فاضل بجودة المنتوجات التي تعرضها دور النشر المغربية في جميع المعارض بالعالم العربي. وتشارك في المعرض، الذي ينظم تحت شعار "الكتاب.. رؤية وتحول"، ثمانية من دور النشر المغربية وهي، بالإضافة الى دار توبقال للنشر وأفريقيا الشرق للطباعة والنشر، مكتبة دار الامان للطباعة والنشر والتوزيع، ودار الكتاب المغربي، وشمس للخدمات، وكنوز للنشر والتوزيع، ومركز التراث الثقافي المغربي، وسراح للنشر والتوزيع.