أجرى رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش، الذي يزور فنلندا على رأس وفد برلماني، أمس الأربعاء بالقصر الرئاسي بهلسنكي، مباحثات مع رئيس فنلندا، ساولي نينيستو.
وأكد بنشماش، في تصريح صحافي عقب هذه المباحثات، أنه تم بحث آفاق التعاون الثنائي، وكذا القضايا الراهنة على المستويات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال رئيس مجلس المستشارين إن الرئيس الفنلندي يعتبر المملكة "استثناء" في منطقة تعاني من عوامل عدم الاستقرار السياسي والأمني، مؤكدا أن رئيس فنلندا أشاد أيضا بمختلف الأوراش الإصلاحية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس. من جهة أخرى، أشار بنشماش إلى أن الرئيس الفنلندي أكد بالمناسبة، أن المغرب يتموقع كقطب للاستقرار يتيح فرصا كبيرة للتعاون الثنائي، وكذا متعدد الأطراف مع الاتحاد الأوروبي. وقد جرت هذه المباحثات بحضور سفير المغرب في فنلندا، محمد أرياض. من جانب آخر، ذكر رئيس مجلس المستشارين بأن الزيارة التي يقوم بها الوفد المغربي تهدف إلى استكشاف آفاق الشراكة بين الرباط وهلسنكي. وقال إن المسؤولين الفنلنديين أشادوا، خلال اللقاءات التي عقدوها مع الوفد المغربي، بالإصلاحات الرائدة في المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. كما أشار إلى أنه تم إبراز أهمية الارتقاء بالعلاقات السياسية الثنائية الممتازة إلى مستوى شراكة استراتيجية. فنلندا تحدوها رغبة قوية لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات مع المغرب وكان الوفد البرلماني المغربي قد أجرى، على الخصوص، مباحثات مع رئيس الدبلوماسية الفنلندية، تيمو سواني ورئيسة البرلمان ماريا لوهيلا. وقال وزير الشؤون الخارجية الفنلندي تيمو سواني، إن بلاده تحدوها رغبة قوية لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات مع المغرب في إطار شراكة استراتيجية. وأكد الوزير الفنلندي، في تصريح صحافي عقب مباحثاته مع رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش، أنه "حان الوقت لكي يطور بلدانا شراكة وثيقة جدا، وعلى الخصوص في مجال الاستثمار والمبادلات التجارية والسياحة". وأبرز تيمو سواني، في هذا السياق، ضرورة تكثيف تبادل الزيارات على المستويات الوزارية والبرلمانية، وكذا بين الفاعلين الاقتصاديين الفنلنديين والمغاربة. وأوضح رئيس الدبلوماسية الفنلندية أن "الهدف يكمن في ترجمة الإرادة المشتركة القوية لتعزيز العلاقات الثنائية على أرض الواقع، لتشمل القطاعات ذات القيمة المضافة بالنسبة لكلا البلدين". كما أشاد "بالاستقرار السياسي والأمني الذي يتمتع به المغرب في سياق إقليمي حساس وغير مستقر"، مهنئا المغرب على عودته إلى الاتحاد الافريقي. من جهة أخرى، أشاد سواني بالمكاسب التي تحققت في مجالات حقوق المرأة في المغرب خلال السنوات الأخيرة، وبالمشاركة النسائية الفعالة في مختلف المؤسسات ذات الطبيعة السياسية والاقتصادية. وشكلت هذه المباحثات، مناسبة للتطرق إلى الوضع الأمني في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء على خلفية التهديدات الإرهابية التي تستهدف السلام العالمي. وأكد أن "محاربة الإرهاب تتطلب المزيد من التعاون على المستوى الأمني وتبادل المعلومات على الصعيد الدولي". وناقش الجانبان أيضا دور القيم الديمقراطية والعيش المشترك، وكذا حقوق الإنسان كآليات فعالة لمحاربة التطرف العنيف وتعزيز السلام. رئيسة البرلمان الفنلندي تشيد ب"التقدم الملحوظ" الذي حققه المغرب في مختلف المجالات وأشادت رئيسة البرلمان الفنلندي، ماريا لوهيلا، ب"التقدم الملحوظ" الذي حققه المغرب خلال السنوات الأخيرة في مختلف المجالات. وقالت لوهيلا، في تصريح للصحافة عقب مباحثات مع رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش، "لقد أعجبت خلال زيارة العمل التي قمت بها شهر ماي المنصرم للمغرب، بالإنجازات التي تحققت في هذا البلد". كما دعت إلى تعزيز العلاقات بين برلماني البلدين في المحافل الدولية، مؤكدة أهمية وضع آلية دائمة لتعزيز الحوار المنتظم بين البرلمانيين المغاربة والفنلنديين. ولاحظت أن "المغرب وفنلندا يتقاسمان قيما مشتركة في مجالات تعزيز الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان"، مبرزة ضرورة تقوية التعاون في العديد من القطاعات مثل التعليم والطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة. وقالت إنه من المهم تكثيف التفاعل بين الشركات المغربية والفنلندية في أفق إعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية. من جانبه، أشاد نائب رئيس لجنة التجارة في البرلمان الفنلندي، هاري يانكاري، بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أطلقت منذ سنوات في المغرب. وأوضح أن هذه الأوراش مكنت المغرب من أن يخطو بثبات على درب الديمقراطية وتعزيز مكانة المرأة، مبرزا الاستقرار السياسي للمملكة في سياق إقليمي صعب. كما أعرب يانكاري عن الرغبة في تطوير المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، من خلال شراكات تعود بالنفع على الجانبين بين الشركات المغربية والفنلندية، خاصة أن المغرب أصبح يشكل "بوابة مهمة نحو القارة الأفريقية". وجرت هذه المباحثات، على الخصوص، بحضور سفير المغرب في فنلندا، محمد أرياض، وعدد من النواب الفنلنديين. وتندرج زيارة الوفد المغربي، التي تأتي بدعوة من رئيسة البرلمان الفنلندي، ماريا لوهيلا، في إطار تعزيز العلاقات بين الهيئات التشريعية في البلدين. ويتكون الوفد المغربي، الذي يقوده بنشماش، من نائلة التازي، نائبة رئيس مجلس المستشارين، وأمل العمري، رئيسة مجموعة الاتحاد المغربي للشغل، ورجاء كساب، عن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمغرب.