يوم أول أمس الأربعاء، كان يوما مختلفا في حياة المئات من العاطلين من حملة الشهادات المعطلين بالمغرب، بشوارع الرباط. سيل من المطاردات في كل الاتجاهات، وعملية كر وفر بين الجانبين، لم تهدأ أوزارها إلا بعد ساعات من بداية الاحتجاج ، حيث لم يكتب للمسيرة التي كان ينوي العاطلون تنفيذها في اتجاه وزارة التشغيل وأن تأحذ مسارها المحدد لها. المطاردات العنيفة، حسب شهود عيان والتي كانت تتم دون تمييز بين المشاركين في المسيرة ودونهم، أسفرت عن اعتقالات في صفوف أعضاء الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين، بالمغرب، ويتعلق الأمر محمد الطبال، والمهدي الرواي. المشاركون في المسيرة فوجؤوا بقطع الطريق من طرف قوات الأمن التي كانت ترابض في عدد من الأمكنة بالشارع المجاور لمقر الإتحاد المغربي للشغل مرورا بشارع الحسن الثاني، ثم بساحة باب شالة. وحسب تقرير للجمعية بخصوص التدخل الأمني فقد عرف إنزالا للكلاب المدربة و الدراجات النارية التي استعملت في مطاردة المعطلين في كافة الاتجاهات والذين تعرضوا للضرب العشوائي مع التركيز على الرأس، و التنكيل بالمشاركين في الاحتجاج حيث نقل ثماني معطلين و معطلات إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية بعد أن طال انتظار وصول سيارات الإسعاف التي امتنعت قوات الأمن عن إحضارها في البداية. و حتى بعد وصول المصابين إلى المستشفى فقد تم الإمتناع عن تسليمهم نتائج الفحوصات بالأشعة التي أجروها، كما تعرض المعتقلون للتعذيب سواء داخل سيارات الشرطة، أو بعد وصولهم إلى المخافر على ضوء المعطيات التي تم استيقاؤها منهم بعد آخر اتصال معهم قبل أن يتم حرمانهم من الهواتف النقالة و إخفاء مكان تواجدهم، حيث توجه بعد ذلك عدد أعضاء فرع الرباط للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى مخفر الشرطة لمعرفة مصير المعتقلين إلا أن مصالح الأمن رفضت إخبارهم بمكان تواجد المعتقلين.