أطلقت وزارة الأسرة الألمانية نقوس الخطر من خلال دراسة خلصت إلى أن نحو ثمانية وأربعين ألف إمرأة مختونة تعشن في ألمانيا. وبالرغم من أن القانون الألماني يجرم ختان الإناث إلا أن هذه الظاهرة تنتشر في صفوف عدد من الجاليات العربية والإفريقية في البلاد. وبحسب الدراسة، فإن عدد النساء والفتيات المختونات ارتفع بنسبة تقارب 30 بالمئة في الفترة بين نهاية 2014 حتى منتصف 2016، بسبب وجود مهاجرين ينحدرون من دول يُمارَس فيها الختان. وأوضحت الدراسة أن ألمانيا بها ما يتراوح بين 1558 إلى 5684 فتاة لمهاجرين مهددات بالتعرض للختان الذي يجرِّمه القانون الألماني حتى لو تم تنفيذه في الخارج. وكانت الحكومة الألمانية قررت إدخال تغيير على القانون الذي كان إلى حدود ألفين وثلاثة عشرة، يعاقب على هذا الفعل بليس أقل من سنة حبسا. وفي ديسمبر الماضي، لجأ المشرع الألماني إلى التهديد بسحب جواز السفر لمنع المهاجرين من القيام برحلة إلى بلادهم لإجراء عملية ختان لفتياتهم، حيث ينص هذا التغيير بسحب جوازات السفر الألمانية من أولياء الأمور الذين يثبت أنهم اصطحبوا فتياتهم أو نساءهم في رحلة بالخارج لهذا الغرض. وهو القانون الذي ينتظر اعتماده في الربيع المقبل. إن "ختان الإناث هو بمثابة انتهاك خطير لحقوق الإنسان ويسبب آلاما جسدية ومعاناة نفسية لا يمكن استيعابها"، بحسب وزارة الأسرة الألمانية. نظرا لموجة اللجوء التي عرفتها ألمانيا مؤخرا، فإن أعداد الفتيات اللواتي تعرضن للختان ستعرف ارتفاعا، كما يهدد ذلك بتزايد أعداد من الفتيات المهددات بهذا الفعل. لذا تقترح الوزارة خطة ثلاثية الأبعاد، تعتمد على التنوير والوقاية والعقاب. وتنتشر هذه الظاهرة في دول من بينها مصر والصومال واريتريا واثيوبيا ومالي وشمال العراق. وأوضح عدد من الباحثين أن فهم الدوافع الثقافية لعملية ختان الإناث قد يساعد في تحقيق هدف الأممالمتحدة في القضاء على هذه الظاهرة في جميع أنحاء العالم في الموعد الذي حددته لتحقيق الهدف عام 2030. فمن خلال مقارنة عقدها الباحثون بين 47 جماعة عرقية في خمس دول أفريقية، توصلت الدراسة إلى أنه في الجماعات التي يعد فيها الختان هو القاعدة وعدمه هو الاستثناء، كانت أعداد الفتيات الناجيات أكثر، حال مرور الأم بتجربة الختان. في المقابل، فإن المجتمعات التي يعد الختان فيها استثناء، كان العدد الأكبر من الناجيات لأمهات لم تتعرضن للختان. ونشرت صحيفة نايتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن العلمية المتخصصة نتائج البحث المثير للجدل الذي اعتمد على بيانات مستمدة من مسوح غطت 61 ألف إمرأة وفتاة في مراحل عمرية محتلفة، من 15 إلى 49 سنة. يذكر أن صندوق الأممالمتحدة للسكان ومنظمات إغاثية أخرى تعتبر يوم السادس من فبراير اليوم العالمي لعدم التسامح مع ختان الإناث.