أكدت الأكاديمية الدبلوماسية الإفريقية، (منظمة غير حكومية مقرها بدكار) أن حدث عودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي، الحري بأن يسجل بحروف من ذهب في تاريخ هذه المنظمة الإفريقية، أسعد كل المواطنين الأفارقة داخل وخارج القارة في جميع أنحاء المعمور. وأوضح، بيان للأكاديمية، السبت، ان عودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي "نصر كبير للدبلوماسية المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس" ونجاح من شأنه أن يعزز العلاقات على المستوى الثنائي بين المغرب والبلدان الإفريقية، مذكرا بأن المملكة المغربية سبق أن وقعت منذ سنة 2000 حوالي 1000 اتفاقية تعاون وشراكة مع مختلف البلدان الإفريقية. وسجل المصدر ذاته أن استرجاع المملكة لمقعدها داخل الاتحاد الإفريقي، والتي هي في الأساس عودة طبيعية ومشروعة، من شأنها أن تسهم في تعزيز مكانة الاتحاد الإفريقي على الساحة السياسية الدولية، بل ستمكن، دون شك، من تعزيز التسوية للنزاع حول السيادة المغربية على الصحراء. وحرصت الأكاديمية، بهذه المناسبة، على التنويه بجهود جلالة الملك محمد السادس، و"بحكمته والتزامه لفائدة التنمية بإفريقيا". وأشار البيان إلى ان الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك، في 31 يناير الماضي، أمام قمة رؤساء الدول والحكومات في أفريقيا بأديس أبابا " ليس فقط مفعما بالعاطفة والصداقة والأخوة، ولكنه في واقع أمره، يشكل أيضا خارطة طريق حقيقية للتعاون جنوب-جنوب وللاندماج والتكامل الإفريقي ولتعزيز روابط الصداقة والأخوة ما بين المغرب والقارة، والتي لم تنفصم قط ". وبهذا المعنى، اعتبرت الأكاديمية الدبلوماسية الإفريقية أن الرسائل الرئيسية التي مررها جلالة الملك بأديس أبابا "تتماشى مع الرؤية الملكية لإفريقيا، والتي تستند إلى عدد من المحاور الأساسية"، ولا سيما تلك المتعلقة بتحرير إفريقيا من التدخل الأجنبي، والاستغلال الفعال للموارد الطبيعية الإفريقية لفائدة الشباب والمرأة الإفريقية، وإبرام شراكات استراتيجية قوية على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية. وتم إبراز هذه الرؤية الملكية، من جهة، خلال أعمال المنتدى الاقتصادي المغربي-الإيفواري (أبيدجان 24 فبراير 2014)، عندما أكد جلالة الملك التزام المملكة لفائدة التنمية الاقتصادية لإفريقيا وانتماء المغرب للفضاء الإفريقي، ومن جهة أخرى، خلال قمة العمل الإفريقية، التي نظمها جلالة الملك على هامش قمة مراكش للمناخ، حيث عبر جلالته عن التزامه بالدفاع عن مصالح إفريقيا في وجه تأثيرات الاحتباس الحراري. وبعد التأكيد على ما كان للزيارات الملكية لعدد من البلدان الإفريقية من "تأثير كبير جدا" كان وراء عودة المغرب إلى أهله في قلب المؤسسة الإفريقية، أشار بيان الأكاديمية الدبلوماسية الإفريقية إلى أهم المشاريع و الإنجازات التي توجت استراتيجية التعاون جنوب-جنوب تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك. وفي هذا الصدد، استحضر البيان، على وجه الخصوص، مشروع أنبوب الغاز إفريقيا – الأطلسي، الذي سيمكن من نقل الغاز من البلدان المنتجة كنيجيريا، إلى أوروبا، مع ما سيعود به من نفع على جميع بلدان غرب أفريقيا، وكذا إطلاق وحدات لإنتاج الأسمدة بكل من إثيوبيا ونيجيريا، بغرض تحسين الإنتاجية الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي والتنمية الريفية. وأضاف البيان أن ترشيد إدارة الأراضي، والتحكم في استدامة المياه الزراعية، وإدارة المخاطر المناخية، والتمويل التضامني للمشاريع الصغيرة، هي أيضا من بين الإنجازات التي حققتها السياسة الإفريقية للمملكة، مبرزا أيضا مساهمة المغرب في الدفاع عن استقرار القارة وتعزيز الأمن والسلام في إفريقيا، وخاصة من خلال مشاركة قواته في عمليات حفظ السلام الأممية. وحرص المصدر ذاته، في هذا الصدد، على الإشارة إلى الدور الذي اضطلع به المغرب في الوساطات التي مكنت من الدفع بشكل ملموس بقضايا السلام، خاصة في ليبيا وفي منطقة نهر مانو. يشار إلى ان الأكاديمية الدبلوماسية الإفريقية، التي تأسست سنة 1999 بمبادرة من أطر عليا من عالم السياسية والدبلوماسية، وضعت ضمن التزاماتها تطوير مقاربات دبلوماسية على المدى الطويل في أفريقيا، لتحقيق التنمية الاقتصادية وتثمين التراث الثقافي، والحفاظ على السلام والانسجام في السياسة الخارجية للدول الإفريقية.