أكدت صحيفة (لا إستريا) البنمية، الثلاثاء، أنه بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، ستدخل بلدان المنطقة في شراكة مع واحدة من الدول الأكثر تقدما بالقارة. وأبرزت الصحيفة، في مقال تحليلي للصحافي والدبلوماسي السابق ديميتريو أولاسيريغي بعنوان "العودة المظفرة للمغرب إلى الاتحاد الإفريقي"، إلى أن هذه العودة "ستمكن البلدان الإفريقية من الدخول في شراكة مع واحدة من الدول الأكثر تقدما بالقارة (المغرب)، والاستفادة من ديناميتها لإعطاء زخم جديد لتحقيق الأهداف المشتركة". في هذا الصدد، ذكرت الصحيفة بأن المملكة بين سنتي 2000 و 2016 وقعت حوالي ألف اتفاقية تعاون مع البلدان الإفريقية، تشمل القطاعين العام والخاص، وذلك خلال الزيارات المتعددة لجلالة الملك لأزيد من 25 بلدا بالقارة. وأشارت الصحيفة على سبيل المثال إلى مجموعة من المشاريع الهامة التي تعزز الروابط الاقتصادية والثقافية والدينية للمغرب مع البلدان الإفريقية، من قبيل خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، وتكوين الأئمة الأفارقة. ولاحظت الصحيفة أن عودة المغرب إلى أسرته المؤسساتية، بعد التصويت الكاسح للبلدان الإفريقية خلال القمة ال 28 المنعقدة بأديس أبابا يومي 30 و 31 يناير، سيسمح للاتحاد الإفريقي بالاستفادة من "مزايا العائدات التاريخية للمغرب، أي تضامنه الفعال وحرصه على تنمية وازدهار القارة". وسجل كاتب المقال أنه بالرغم من غيابه الطوعي عن هذه المنظمة القارية لثلاثة عقود، لم يكن المغرب أبدا على هامش القضايا الإفريقية، مبرزا أن جلالة الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش، جعل "إفريقيا في صلب سياسته الخارجية وتحركاته الدولية، من خلال رؤية شاملة وبراغماتية، مكنت من نسج شبكة اقتصادية ودبلوماسية ودينية واسعة بالقارة". وسجلت الصحيفة أنه بهذه العودة "توضع نقطة النهاية لفصل تميز ببيئته الإيديولوجية. إذ هناك جيل جديد من الزعماء الأفارقة الذين يشقون، بمسؤولية وبراغماتية، الطريق نحو الوحدة والتضامن بين البلدان، يدافعون عن السيادة والوحدة الترابية، ويعملون من أجل السلام والأمن والاستقرار بالقارة". وأضافت في السياق ذاته أن هذه العودة هي "هزيمة دبلوماسية للجزائر وصنيعتها (البوليساريو)، اللذين يوجدان في عزلة أكثر من أي وقت مضى"، مضيفة أنه "يوما بعد يوم، يتراجع عدد الدول الداعمة لهذا الكيان الذي يفتقر إلى مقومات الدولة". واعتبرت الصحيفة أن "العودة المظفرة للمغرب من الباب الواسع إلى الاتحاد الإفريقي" أثارت ردود فعل دولية مشيدة بهذه الخطوة، مبرزة في هذا الصدد ردود فعل الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية، هذه الأخيرة التي نوهت ب "الريادة القوية لجلالة الملك التي مكنت المغرب من العودة إلى مكانه ضمن أسرته المؤسساتية بالقارة الإفريقية".