في الوقت الذي كانت تصرح فيه وزارة الصحة في كل مناسبة، خصوصا في اليوم العالمي لداء السل، أن علاج هذا المرض القاتل مجاني، وأن كل من يشتبه أنه يعاني من أعراض السل، يكفيه أن يتوجه إلى أقرب مركز صحي للتكفل بعلاجه، حتى يتخلص جسده من الداء، تخرج أمس ببلاغ، تؤكد فيه أن علاج السل مجاني، لكن بالنسبة للأشخاص الذين لا يتوفرون على التغطية الصحية فقط. وهذا يشير إلى أن العلاج أصبح بين ليلة وضحاها غير مخول لجميع المصابين، حسب ما تم التسطير له سلفا بالبرنامج الوطني لمكافحة داء السل. بلاغ الوزارة، جاء بعد أن كشفت لشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة، أن مرضى السل أصبحوا ملزمين بدفع 1500 درهم كمرحلة أولية لبدء مرحلة علاجهم بمستشفى مولاي يوسف بالرباط، ونفس الشيء بالنسبة لجميع المستشفيات العمومية. تملص وزارة الصحة من التكفل من شريحة عريضة مصابة بداء السل بأنواع، يأتي بعد الرفع من الميزانية المخصصة للبرنامج الوطني لمكافحة داء السل، والتي ارتفعت من 20 مليون درهم سنة 2011 إلى 56 مليون درهم، ناهيك عن الدعم المهم للصندوق الدولي لمكافحة داء السيدا والسل والملاريا والمنظمة العالية للصحة للمغرب الذين يشترطان التكفل المجاني بعلاج جميع المصابين بالسل، بدون استثناء. وتصل تكاليف علاج السل التقليدي، حسب الاختصاصيين، إلى 34 ألف درهم في مدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة، أما السل متعدد المقاومة، فإن علاجه يستغرق أزيد من سنتين، في حين تناهز تكلفة علاج هذا النوع 50 ألف درهم، ناهيك عن علاج السل الشديد المقاومة للأدوية التي يمكن أن يكلف مبالغ تفوق ذلك بكثير. يذكر أنه يتم تسجيل 27 ألف و745 حالة إصابة جديدة بداء السل سنويا حسب إحصاءات رسمية للوزارة.