"لسنا بحاجة اليوم إلى اكتشاف معاناة الأشخاص في وضعية إعاقة، لأن هذه المعاناة جلية وغنية عن كل مرافعة أو تنظير، ولكننا اليوم نحن في حاجة إلى معرفة الحلول والالتزام بتنفيذ ما راكمناه من قوانين وعهود، مادام العهد يتحول بقوة التاريخ إلى أكثر من قانون". كان هذا ما افتتح به إلياس العماري رئيس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة كلمته في الندوة الدولية حول موضوع "التنمية الجهوية والإعاقة: ما هي الرؤى واستراتيجيات الإدماج الفعلي للأشخاص في وضعية إعاقة" التي انعقدت يوم الخميس 05 يناير 2017. وأضاف العماري أننا اليوم في حاجة إلى شيء أساسي، وهو تجاوز الأنانية واللامبالاة تجاه الفئة التي تعاني من هذه الوضعية، كما أكد على التزام الجهة في هذا المجال، لكون التوصيات التي ستخرج بها هذه الندوة تخص المجتمع وليس الأفراد، والجهة ملزمة بتنفيذها لأنها تهم شأن مجتمع وليس فئة فقط.
وقال أحمد عيداني رئيس جمعية الحمامة البيضاء لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، في نفس السياق، إن التفكير حاليا منصب حول كيفية أجرأة وتنزيل القوانين التي تهم التدريس والتشغيل لذوي الإحتياجات الخاصة والولوج لحقوقهم الحيوية، وكذا فتح حوار عمودي حول السياسات العمومية وحقوق الإنسان. كما أكد على ضرورة خلق أدوات لتقييم مدى إدماج الشخص في وضعية إعاقة في السياسات العمومية. وعرضت ممثلة وزارةالتضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية وفاء الشطيبي الأوراش الكبرى المتعلقة بالنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، والتي تتمثل في إعداد مخطط عمل وطنيمع وضع منظومة للتتبع وتقييم الإنجازات، وتطوير الترسانة التشريعية والتنظيمية، وورش مشروع إرساء نظام جديد لتقييم الإعاقة، وإحداث صندوق دعم التماسك الاجتماعي لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، وكذلك مشروع إرساء نظام جديد للدعم الاجتماعي. وقد عرفت الندوة مشاركة جمعيات دولية، وهي الجمعية الإيطالية "نوسترا فاميليا"التي عرضت تجربة جهة لومباردي، والجمعية الإسبانية لإدماج الأشخاص المعاقين، والجمعية التونسية التي عرضت تجربة إشراك منظمات الأشخاص في وضعية إعاقة من أجل وضع سياسةعمومية دامجة. كما شاركت جمعيات محلية مثلت كل من إقليم زاكورة والرباط. هذا اللقاء أشرفت على تنظيمه جمعية الحمامة البيضاء لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بشراكة مع شبكة الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بشمال المغرب ومنظمة الإعاقة الدولية وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.