فاز فيلم "ام الشكاك "لمخرجه احمد بوشلكة بالجائزة الكبرى للدورة الثانية لمهرجان الفيلم الوثائقي بالعيون حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني الذي نظمه المركز السينمائي المغربي من 19 الى 22 دجنبر الجاري. كما فاز الفيلم نفسه بجائزة أحسن إخراج في هذه التظاهرة السينمائية التي اختتمت فعالياتها، مساء الخميس بقصر المؤتمرات بالعيون. وحصل فيلم "على طرق الصحراء" لخالد زايري، على جائزتي لجنة التحكيم واحسن موسيقى، فيما حاز فيلم "محمية أوسرد بين الصحراء والمحيط" للمخرج حسن خر على جائزة أحسن مونتاج. ويوثق فيلم "ام الشكاك" لمخرجه احمد بوشلكة ، لأحداث مهمة مرت بها الصحراء المغربية ، في سياق تاريخي حساس، في قالب سينمائي يسلط الضوء على حقبة مهمة من تاريخ الوطن، وبوح الذاكرة. وتتسارع أحداث هذا الفيلم في تقييم ومعالجة وثائقية لمؤتمر ام الشكاك الذي عقد سنة 1956 والاحداث التي سبقته ولحقته ، ويكشف بالوثائق والشهادات الحية لمن عاصروا الحدث الصلة القوية بين سكان الصحراء المستعمرة الاسبانية وسلاطين المغرب ،مرورا بأشكال المقاومة التي شارك فيها اهل الصحراء ضد المستعمر الاسباني والفرنسي. اما فيلم "على طرق الصحراء" فيرصد رحلة لاكتشاف الحياة اليومية لسائقي شاحنتين تتنقلان بين المغرب والسينغال عبد الكبير و ابراهيم، كنموذج للعشرات من السائقين المغاربة الذين يتكلفون بنقل مختلف البضائع من المغرب في اتجاه دولة السينغال برا ، مرورا بموريتانيا ، قاطعين بذلك الاف الكيلومترات في خلاء الصحراء. كما يتطرق هذا الفيلم الى لحظات انسانية، يعيشها العديد من هؤلاء السائقين انطلاقا من مدينة اكادير بالمغرب، وهم في طريقهم الى تزويد الأسواق الموريتانية والسينغالية بمختلف السلع المتعددة والمتنوعة ، من خضر وفواكه واسماك ، في طريق صحراوي ، يجعل هؤلاء السائقين يعيشون أحداثا تتنوع حسب المكان والزمان. فيما حاول مخرج الفيلم الوثائقي "محمية أوسرد بين الصحراء والمحيط" ملاحقة بعثات متفرقة من العلماء والباحثين المتعددي التخصصات٬ورصد خططهم واكتشافاتهم لكنوز نفيسة بحمولتها الثقافية والطبيعية التي تزخر بها جهة الداخلة وزاذي الذهب وخاصة اقليم اوسرد . وشملت الأفلام المتنافسة في هذه التظاهرة الثقافية أفلام "خناتة بنت بكار " لحميد زيان ، و "محمية اوسرد بين المحيط والصحراء" لحسن خر، و"هرما" لأسماء المدير و "رحلة الشاي" لعبد الاله زيرات و "على طرق الصحراء" لخالد زايري و" ام الشكاك" لاحمد بوشلكة و "من طاطا الى تمبكتو" لفاتن جنان محمدي ، و"الاحتفال ذهابا وايابا" لمحمد بوحاري. وتكونت لجنة التحكيم التي ترأسها لحبيب عيديد وهو باحث في الثقافة والتراث الحساني ، من ليلى ماء العينين اعلامية وباحثة في الثقافة الحسانية، ومريم عدو مخرجة أفلام وثائقية، والمخرجين داود اولاد السيد وجلالي فرحاتي. وقد عرفت هذه الدورة عرض أفلام وثائقية استفاد أغلبها من دعم انتاج الاعمال السينمائية سنتي 2015 و 2016 ، وذلك استجابة لمطالب الفعاليات العاملة في الحقل السينمائي والسمعي البصري بالاقاليم الجنوبية ، وتشجيعا لخلق وتطوير صناعة سينمائية وابداع محلي بالصحراء. ويعتبر مهرجان العيون للفيلم الوثائقي فضاء للتواصل واللقاء والحوار والتبادل السينمائي بين مكونات هذا المجال بكافة تراب المملكة ، وكذا تظاهرة ذات طابع فني وثقافي تهدف من منظور حضاري وحدوي الى تقييم انتاج الاعمال الوثائقية ومدى تواصلها وعكسها لواقع وتاريخ اهل الصحراء بكل حرية ومهنية ومسؤولية. وقد تضمن برنامج هذه التظاهرة الى جانب عرض الافلام المتنافسة تنظيم جلسات لمناقشة الافلام المعروضة وندوات حول "دعم الفيلم الوثائقي حول الثقافة الصحراء والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، الحصيلة والافاق" و " الابداع السينمائي في الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني : التحديات" و" النقد السينمائي والفيلم الوثائقي".