قام العشرات من معارف وعائلة الضحية بوعودة بالاحتجاج يوم أمس الأربعاء أمام دائرة الأمن السابعة بحي الرحمة بسلا، حيث كانوا يصرخون «عزيز مات مقتول والأمن هو المسؤول». وقال أخ القتيل في تصريحات لأحد المواقع الإلكترونية بأن «المعني كان يبيع الفواكه، وجاء لفك نزاع أحد إخوته، إلى أن جاءت دورية الأمن، حيث رفض تسليم أخيه لهم وتشبث بإدخاله للمنزل، قبل أن يطلق الرصاص عليه فأصيب بفخذه وبالجزء العلوي الجانبي لجسمه»، حسب رواية أخيه دائما، إلا أن مصادر أخرى اكتفت بالقول «أن الهالك كان يحمل سيفا لمؤازرة أخيه في مشاجرته»، دون أن تتحدث عما وقع بعد ذلك. وكشفت مصادر خاصة أن الشرطة القضائية بمنطقة الأمن الإقليمي بسلا فتحت بحثا في القضية تحت إشراف النيابة العامة، وعلى رأسها الوكيل العام باستئنافية الرباط الذي يسهر شخصيا على سير التحقيق، حيث ينتظر بين الفينة والأخرى ظهور نتائج التشريح الطبي الذي سيحدد سبب وفاة المعني، كما سيشمل البحث كافة الأشخاص الذين عاينوا ما وقع والمواطنين الذين استنجدوا بالأمن. وكان بلاغ لمديرية الأمن الوطني قد تحدث عن «مصرع شخص من ذوي السوابق العدلية الخطيرة بسلا بعدما عرض حياة مواطنين وعناصر الأمن للخطر الحقيقي، ورفض الاستجابته لندائها بالاستسلام والتخلص من سيف يحمله، حيث أطلق شرطي رصاصتين تحذيريتين وأخرى أصابته في الصدر و توفي عند نقله للمستشفى». وأكد بلاغ المديرية «أن جثة الهالك، ستخضع للتشريح الطبي، كما سيتم فتح تحقيق معمق تحت اشراف النيابة العامة لمعرفة كل الظروف والملابسات التي أحاطت بهذا الحادث». وكان شرطي برتبة حارس أمن يعمل بفرقة الدراجين بالمنطقة الإقليمية للأمن بسلا، قد اضطر مساء الثلاثاء الماضي، إلى استخدام سلاحه الوظيفي من أجل توقيف شخص كان تحت تأثير الأقراص المخدرة، ويحمل سكينا من الحجم الكبير، ما أدى إلى وفاة جديدة برصاص الأمن. وحسب مصادر أمنية، فقد انتقلت دورية للدراجين إلى حي الرحمة بمدينة سلا بطلب من المواطنين، لتوقيف شخص من ذوي السوابق القضائية في السرقة الموصوفة وتعدد محاولات القتل العمد، ومحاولة الاغتصاب، والاتجار في المخدرات، وقد كان في حالة تخدير متقدمة ويحمل سكينا من الحجم الكبير، ألحق به أضرارا مادية بممتلكات الغير، وعرض به حياة المواطنين وممتلكاتهم للخطر. المشتبه فيه أبدى مقاومة عنيفة إزاء عناصر الدورية، رافضا التخلي عن سلاحه الأبيض، ومحاولا الاعتداء على أحدهم، وهو ما اضطر موظف الشرطة لاستخدام سلاحه الوظيفي وإطلاق رصاصتين تحذيريتين، ثم أصابته رصاصة ثالثة على مستوى الصدر، حيث تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية قبل أن توافيه المنية داخل المؤسسة الاستشفائية. وقد تم إيداع جثة الهالك بمستودع الأموات رهن التشريح الطبي، وفتح بحث دقيق في النازلة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف الاستماع للأشخاص الذين عاينوا النازلة، والقيام بكافة الخبرات التقنية اللازمة، وذلك للتحقق من جميع الظروف والملابسات التي جرى فيها هذا التدخل الأمني. ع.ع