نظمت أسرة الشاب الذي قتل برصاص شرطي، مسيرة احتجاجية نحو مقر ولاية الأمن ببني ملال، مساء يوم الإثنين الماضي، للمطالبة بمحاكمة الشرطي الذي أطلق الرصاص عليه، حيث شارك في المسيرة قرابة مائتي شخص من جيران الأسرة معظمهم من الشباب. وتقدمت المسيرة صور القتيل، فيما صدحت حناجر المحتجين بصوت جهوري بشعارات منددة بإطلاق الرصاص ومطالبة بمحاكمة الشرطي. وتوقفت المسيرة غير بعيد عن ولاية الأمن، فيما شكلت عناصر الأمن والمسؤولين الأمنيين حاجزا بالطريق أمام الولاية وظلت تراقب الوضع. وطالب والد القتيل في تصريح ل"أحداث أنفو"، ب«محاكمة الشرطي الذي أطلق الرصاص على ابنه ما أفضى إلى مقتله». وأضاف أنهم «ناس مسالمون، وأنه لا يسعى لربح مادي من وراء احتجاجه لأنه يشتغل ويحصل على ألف درهم كمدخول يومي»، مؤكدا أن ابنه «كان يعمل ويصرف على البيت وله سيارة». وأوضح أن «ماحصل ليلة الحادثة أن ولده الضحية كان في حالة سكر، وذهب عند الحارس وبدا يتشاجر معه وأزال للحارس السكين ولما رأيت ذلك الوضع ناديت على عناصر الشرطة، لكن عندما حلوا بعين المكان وجهوا لابني ثلاث رصاصات فقتلوه أمام عيني»، مشيرا إلى أنه «نادى عليهم لكي يحموه وإن أرادوا إطلاق الرصاص يطلقوه على رجليه». وقد لوحظ أن الأب أطلق تصريحات متناقضة عما صرح به في السابق، ما يثبت أنه يتلقى شحنا من جهة ما. للإشارة فاحتجاج الأسرة تم بمؤازرة من جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان. وقد تم يوم الأحد دفن الشاب بمقبرة أولاد اضريض ببني ملال بحضور رئيس المجلس البلدي وباشا المدينة وعدة مسؤولين أمنيين. وكشفت مجموعة من المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، أن المشرمل الذي قتل في مواجهة مع الشرطة برصاص البوليس، كان قاب قوسين أو أدنى من إصابة ضابط الشرطة القضائية بساطور في الرأس. وأفادت مصادرنا، أن المشرمل، أثار حالة من الفوضى والشغب في الحي، وهدد والده وأفراد أسرته، وقام بتكسير عدة سيارات، واعتدى على مجموعة من المواطنين بالسلاح الأبيض، ورفض الامتثال للشرطة ووضع السيف على الأرض وتسليم نفسه، بل هاجم ضابط الشرطة، وكان يستعد لضربه بالسيف في الرأس، وفق شهود عيان حضروا الواقعة. وأشارت المصادر إلى أن الضحية، كان في حالة هستيرية، بسبب الإفراط في شرب الكحول، واستهلاك القرقوبي. ومن جهة أخرى استغربت الكثير من التعليقات لتحرك من هب ودب للتعبير عن رفضه استعمال عناصر الشرطة الرصاص ضد المنحرفين من أصحاب السيوف ممن باتوا يحتلون الأزقة والشوارع المغربية ويفرضون حظر التجوال بها معرضين حياة المواطنين للخطر، معتبرين أن الأصل هو قوة سلطات حفظ الأمن العام في الشارع لا سلطة المنحرفين وقطاع الطرق والمشرملين. وكان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني قد أشار إلى أن ضابط للشرطة القضائية يعمل بولاية أمن بني ملال، قد اضطر في حدود الساعة الثانية والنصف من صباح يوم السبت 19 نونبر الجاري، إلى استخدام سلاحه الوظيفي خلال التدخل لتوقيف شخص كان في حالة غير طبيعية، وعرض حياة المواطنين وعناصر الشرطة للخطر بواسطة السلاح الأبيض. وأضاف أنه بحسب المعطيات الأولية للبحث، فإن المشتبه به هدد الأمن والنظام العامين، وتسبب في تكسير ثلاث سيارات خاصة تحت تأثير الكحول، كما عمد إلى تعريض سلامة المواطنين وعناصر الشرطة للخطر بواسطة سكين، وهو ما اضطر ضابط شرطة قضائية إلى إطلاق رصاصة تحذيرية ثم رصاصتين أصابتا المعني بالأمر، مما أفضى إلى وفاته. وأضاف البلاغ أن مصالح الأمن حجزت السكين المستعمل في الاعتداء، كما استمعت إلى عدة شهود في النازلة، وذلك في إطار البحث الذي تباشره المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة بني ملال في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك في وقت تم الاحتفاظ فيه بجثة الهالك بمستودع الأموات رهن التشريح الطبي. الكبيرة ثعبان