هل هناك كتب نطالعها صيفاً وأخرى في الشتاء؟ هل الناس فعلاً ما تزال تقرأ الكتب؟ كيف يحصل الناس على الكتب، هل يطبعونها من مواقع الأنترنيت أم أنهم يذهبون إلى المكتبات لشراء الكتب؟ ما هي الكتب الأكثر مبيعاً حالياً، أو تلك التي عرضت في آخر معرض للكتاب والنشر في الدار البيضاء؟ لماذا حققت أعلى مبيعات؟ هل بسبب موضوعها؟ أم مرد ذلك إلى كاتبها؟ أم يا ترى أن وسائل الإعلام حفزت الناس على اقتنائها ؟ هل الصحف والإذاعات والقنوات التلفزية، ما تزال تتحدث عن الكتب أم أنها تدخل عندها في باب «الممنوعات»؟ هل يوجد كاتب يعيش من عائدات كتبه؟ من هو يا ترى هذا الكاتب؟ وكيف حقق هذا الحلم؟ هل المكتبات ما تزال صامدة؟ طرحت على نفسي هذه الأسئلة، وتمنيت أن أجد جواباً. ذلك الصباح دلني ابني «إمروء القيس»، إلى مكتبة قرب محطة القطار في الرباط، تخصصت في بيع كتب مكتوبة باللغة الإنجليزية. عقود في هذه الرباط ولم أسمع بهذه المكتبة. كيف حدث ذلك؟ مؤكد أنه حدث. دلفنا إلى المكتبة، وجدنا بداخلها صاحبها «محمد بلحاج». فهمت أنه هو صاحب «المكتبة»، وهو الذي يتولى إدارتها، وهو البائع، وهو المحاسب، وهو الموظف، وهو الكتبي الذي يصنف ويرص كتبها. تحدثت طويلاً مع هذا الرجل الظاهرة عن هذه «المكتبة» الفريدة التي توجد في حانوت ضاقت جنباته بالكتب. كُتب اسم «المكتبة» بالإنجليزية. يمكن ترجمة الإسم إلى العربية ليكون «المكتبة الإنجليزية». كتبت على باب «المكتبة» مواعيد العمل من الإثنين إلى الجمعة بالطباشير، كما كتب هاتف المكتبة أيضاً بالطباشير. أكتفي بهذا القدر عن هذه «المكتبة».. وأترك الحديث مع «محمد بلحاج» إلى وقت لاحق. أنتقل إلى موضوع ذي صلة. تلقيت من موقع «أمازون»، أشهر موقع لبيع الكتب عبر شبكة الأنترنت يمكن أن تشتري منه كتاباً جديداً أو مستعملاً، قائمة تضم تسعة كتب صدرت قبل فترة طالت، لكنها مقترحة للقراءة خلال هذا الشتاء. من بين الكتب التسعة لاحظت أن هناك ثلاثة مثيرة للاهتمام ولها عناوين لافتة، لكن لا أدري ما هو المضمون. الكتاب الأول بعنوان «القرد الجائع». والثاني «حياة وموت ضابط أمريكي». والثالث بعنوان «حياة حلوة في باريس». نشر الموقع فصول هذا الكتاب كالتالي «أنا باريسي» وهذه العبارة كتبت باللغة الفرنسية. «مطبخي الصغير» و«الكلمات التي يجب أن تعرفها في باريس» و«الأكل مثل الباريسيين» و«اللبس مثل الباريسيين» و«ماء .. ماء في كل مكان لكنك لن تحصل عليه» و«طريقي إلى النجاح» و«ماذا يقولون مقابل ما يقصدون» و«شكولاتة تضحي من أجلها» و«سمكة خارج الماء» و«البطانية الفرنسية السرية» و«المفارقة الفرنسية». من خلال هذه العناوين يبدو الكتاب مغرياً للقراءة. أليس كذلك؟