احتضن الفضاء الاخضر ، صباح الجمعة الماضي ، بقرية المناخ في اطار فعاليات مؤتمر الاطراف الجارية بمراكش بين ال07 وال18 نونبر الجاري، ندوة علمية بعنوان "تأثير التغيرات المناخية على الانشطة الاقتصادية و البشرية بالمنظومات الواحية: نموذج واحة درعة الاطلس"، وضعت تحت المجهر ما الت اليه حالة الواحات جنوب المغرب من تدهور ملحوظ جراء اثار التغيرات المناخية التي يشهدها العالم و تمس جل مناحي الحياة فوق الارض ومنها الواحات.. ودق باحثون ناقوس الخطر من اجل انقاد ما يمكن انقاده قبل فوات الاوان ، وقد اجمعت كل التدخلات ان الواحات في طريقها الى الهلاك بفعل التغيرات المناخية والسلوك البشري حيث وضح في هذا الصدد الاستاذ الباحث الكاري خلال تدخله بأن المناطق الواحية تعتبر مجالات اقتصادية تتركز بها مجموعة من الماوي السياحية، و بالتالي تعتبر مناطق سياحية بامتياز، مشيرا بأن عدد المآوي بمرزوكة اصبح الآن يفوق 100 مأوى أغلبها متمركز على جنبات السدود في محور طوله 30 كيلومترا. الدكاري توقف عند نموذج تأثير التغيرات المناخية على هذه المآوي السياحية، حيث أكد بأن فيضانات 25 ماي 2006 ساهمت في هدم عدد كبير منها كليا أو جزئيا، ما ترتبت عنه خسائر بشرية همت مجموعة من السياح مما انعكس سلبا على النشاط الاقتصادي بمنطقة تراهن على السياحة بالدرجة الأولى. فيما اعتبر الاستاذ عبد المجيد السامي خلال تدخله في ذات الندوة، بأن من مظاهر هذا التأثير، غابات الطلح، التي تعاني من التدهور بسبب زحف الرمال و الهجرة المكثفة لساكنة تلك المناطق نحو الشمال، مؤكدا بأن السدود التي بنيت فوق واد درعة تحولت إلى « خطر » هدد المنظومة الواحية، بفعل الانعكاس الكبير لها على مستوى تزويد تلك المناطق بالموارد المائية، ما ادى إلى تراجع مهول في عدد الأشجار من 15 مليون شجرة بداية القرن 19، إلى 5 مليون شجرة حاليا. من جهته ، توقف الاستاذ الباحث عبد الرحمان الدكاري عند أهم العوامل المتحكمة في التغيرات المناخية بالمناطق الواحية، وأبرزها الاحتباس الحراري المفرط، و ارتفاع درجات التساقطات المباغثة وما يترتب عنها من سيول جارفة، واكد بهذا الخصوص، بأن منطقة مرزوكة عرفت خلال شهر ماي 2006، تساقطات فاقت 120 ملمترا، في حين ان المتوسط السنوي الاعتيادي بالمنطقة لا يتجازو 140 ملمترا.