دعا صاحب السمو الامير البير الثاني، أمير موناكو ، أمس السبت بمراكش الى تقاسم وتبادل المعلومات والعمل بشكل تشاركي من أجل حماية المحيطات والمساهمة في تحقيق نمو اقتصادي بدون انبعاثات الغازات الدفيئة، والذي "يظل طموح هذا القرن". وأكد الأمير ألبير، في كلمة خلال حفل افتتاح يوم المحيطات المنظم في إطار فعاليات الدورة ال22 لمؤتمر الاطراف في الاتفاقية الاطار للامم المتحدة حول التغيرات المناخية، والذي ترأسته صاحبة السمو الملكي الاميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس للبيئة، على أهمية تشجيع نقل المعلومات والتكنولوجيا والتعاون في بلورة البرامج عبر العالم وتشبيك المناطق البحرية المحمية. وقال في هذا الصدد "هكذا يمكن لنا تعزيز نوعية مبادراتنا ، وتقاسم الممارسات الفضلى، و تطوير معارفنا وايضا التحفيز على وضع برامج هامة في مستوى المشاكل التي تواجهنا وحجم المحيطات". من جانبه قدم وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز اخنوش التجربة المغربية التي أظهرت أن الاستغلال المفرط للموار المائية ليس قدرا محتوما. واضاف انه يتم اعطاء الأولوية للمحيطات وحماية النظم البيئية البحرية من التلوث والاستغلال المفرط الذي يمكن مواجهته من خلال مقاربة جديدة مستدامة لاستغلال الموارد الطبيعية، مبرزا أن 30 في المائة من الموارد المائية تعاني من الاستغلال المفرط عبر العالم. وذكر بمخطط أليوتيس الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2009، الذي ينبني على مقاربة تدمج أهداف استدامة الموارد، وأداء الاستغلال وتنافسية السوق. ويتطلع المغرب حسب المتحدث، إلى إعطاء دينامية جديدة للقطاع، ومواجهة مختلف التحديات المطروحة، والجمع بين استدامة الموارد المائية، والاستثمارات المنتجة والتداعيات السيوسيو اقتصادية. وأضاف أن نتتائج هذا المسلسل باتت ملموسة اليوم، إضافة إلى المؤشرات الاقتصادية الإيجابية التي تم رصدها خلال السنوات الأخيرة، مشيرا الى أن تدبير قطاع الصيد يعتمد الآن على معطيات علمية موثوقة، قائمة على البحث البحري وفي علم المحطيات. وفي هذا الصدد، ووعيا بالدور الحاسم الذي يلعبه الصيد وتربية الأسماك في الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية بالعديد من الدول الساحلية، أطلق المغرب مبادرة "الحزام الأزرق" التي تتوخى الاستجابة لأهداف التنمية المستدامة، من خلال إرساء مبادرة النمو الأزرق التي تقوم على حلول ملموسة موجهة للتكيف والتخفيف في مجال الصيد وتربية الأسماك. من جهتها ، نوهت سيغولين روايال بالعمل المتميز الذي انجزه المغرب من اجل انجاح الدورة الثانية لمؤتمر الاطراف في الاتفاقية الاطار بشان التغيرات المناخية. وأكد روايال، وهي رئيسة كوب 21 ، على أهمية المحيطات باعتبارها مصدرا للتغذية والصحة والطاقة والذي تم ادماجها لاول مرة في اجندة كوب 22. واشارت الى ان التحدي الراهن يتمثل في تثمين المحيط دون الافراط في استغلاله وتلويثه، منبهة الى ظاهرة الاكياس البلاستكية التي تشكل كارثة طبيعية تهدد الموارد البحرية، واشادت في هذا الصدد بمبادرة كل من المغرب وفرنسا الى محاربة هذه الظاهرة . وسجلت المسؤولة الفرنسية أن المحيطات تزخر بامكانات هائلة ، داعية الى اعتبارها إرثا مشتركا للانسانية. اما ماريا الينا سوميدو، مساعدة المدير العام للفاو، فنبهت الى ان المحيطات تمثل "انشغالا كبيرا بالنسبة لصناع القرار"، مضيفة ان الاستغلال الاقتصادي للمحيطات لايجب ان يتم على حساب الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها الساكنة التي تعيش قرب السواحل الاكثر هشاشة". ودعت المسؤولة الاممية الى دعم الساكنة التي تعيش قرب السواحل من اجل التقليص من هشاشتها من خلال اجراءات التكيف والتخفيف الملائمة، مشيرة في هذا الاطار الى ان "الفاو" و"البنك العالمي" و"البنك الافريقي للتنمية"، اعدوا حزمة من الاقتصادات المحيطية المقاومة للتغيرات للمناخية والتي تروم تعبئة 3,5 مليار دولار امريكي وتحفيز الاقتصاد الازرق. من جانبه أعرب المفوض الاوروبي للبيئة ، كارموني فيلا عن التزام الاتحاد الاوروبي بتدبير المحيطات بشكل مسؤول قائلا "لقد قدمنا وعودا والان يتعين علينا تحويل هذه الوعود الى افعال". وأكد على اهمية المحيطات في الاقتصاد الازرق والتنمية المستدامة، داعيا الى ضرورة العمل من اجل جعل المحيطات أكثر امانا واستدامة ونقاء من خلال وضع قواعد شاملة وملزمة وتعزيز المعارف العلمية المتعلقة بالمحيطات وتميزت الجلسة الافتتاحية ليوم المحيطات بحضور عدد من الشخصيات من بينها حكيمة الحيطي، الوزيرة المكلفة بالبيئة وبطلة المناخ، وممثلي حكومات ومنظمات حكومية ودولية.