بعد ما وصفته ب"التماطل غير المبرر في تنزيل مضامين الاتفاقية المبرمة بين وزارة الأ وقاف وشركة العمران، وكذلك تحديد ثمن التفويت والتسوية للوعاء العقاري "4650 ك" ، الذي كان سببا في خروج ساكنة "سيدي بوزكري" بمكناس إلى الشارع ، شهدت جنبات شارع بئر انزران الأحد 30 أكتوبر المنصرم، حضور مئات من نساء ورجال وشباب سيدي بوزكري رافعين شعارات قوية صدحت بها حناجر المحتجين من قبيل "المواطن شرا اوبنا والأحباس باغية الكرى" ، "لسنا مشاغبين للحقوق مطالبين" ، ثم "ياتوفيق يا توفيق اسمع اسمع او حل اودنيك راه الميساج اوصل ليك مابغينا غير التمليك" وغيرها من الشعارات.
وقد استغرقت الوقفة حوالي ساعة ونصف قبل أن تتحول الى مسيرة جابت حي الانارة قبل ختم هذا الشكل النضالي بساحة التمليك، بتلاوة البيان الختامي الذي سرد مسار نضالات امتدت لأكثر من سنتين أعطت فيها ساكنة سيدي بوزكري نموذجا راقيا في النضال السلمي والحضاري، حتى جاءت الاستجابة للمطالب. فكان البدء بتمكين الساكنة من الماء والكهرباء إلى جانب الوثائق الإدارية. بعد ذلك تم توقيف دعاوى الإفراغ التي رفعتها وزارة الأوقاف ضد الساكنة. الأمر الذي خلف ارتياحا وأعطى انطباعا ايجابيا لتغير طريقة تعامل السلطة مع ملف سيدي بوزكري. توج ذلك بتوقيع اتفاقية بين الشركاء المعنيين (وزارة الأوقاف، عمالة مكناس، المجلس البلدي، الوكالة الحضرية، العمران) تقضي بتمليك الوعاء العقاري ك 4650. وأمام هذه الأجواء الايجابية التي طبعت مرحلة التوقيع على الاتفاقية، اختارت تنسيقية سيدي بوزكري تعليق أنشطتها النضالية تاركة المجال والفرصة لتنزيل بنود هذا الاتفاق على أرض الواقع مع إبداء استعدادها الكامل للمساهمة في ذلك. وبعد مرور أكثر من سنة على توقيع الاتفاقية، يقول البيان الذي تتوفر "الأحداث المغربية" على نسخة منه إن "بنودها لازالت حبرا على ورق ولم تعرف طريقها للوجود، دون تقديم أي تفسير مقنع لهذا التأخير"، "تأخير يفتح المجال لكل التأويلات، ويعطي انطباعا سلبيا يدفعنا للرجوع إلى المربع الأول الذي لا يرغب أي واحد منا الرجوع إليه". وعبرت ساكنة سيدي بوزكري بمكناس عن رغبتها في التعاون من أجل التسريع في تنزيل بنود الاتفاقية المبرمة من أجل إيجاد حل نهائي وجدري للمشكل الذي عمر سنوات، مطالبة باتفاق واضح على جدولة زمنية معينة لتنفيذ الاتفاقية، مع رفع الغموض عن بعض البنود الواردة الاتفاقية كالثمن، والدور الذي ستلعب شركة العمران….