جمهورية بنما تنفتح على المغرب وتختار المملكة كحليف استراتيجي مستقبلي لها في منطقة جنوب أوروبا وشمال افريقيا في مجال التجارة الملاحية التي تضطلع فيها كأحد البلدان الأكثر نشاطا في مجال التجارة الملاحية عبر العالم. كيف لا وبنما والمغرب يتقاسمان موقعين جغرافيين مهمين في العالم يربطان بين روافد كثيرة لأهم المحيطات والبحار ويتحكمان في أجزاء استراتيجية للمبادلات البحرية الدولية. فإذا كانت بنما تحتكر التجارة العالمية وتعد مرفأ رئيسيا لمرور البواخر من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي لتربط مفاصل التجارة العالمية بين دول الأمريكيتين و آسيا وبقية بلدان المعمور، فإن المغرب يتمتع بدور استراتيجي أيضا كمحور رئيسي في التجارة الملاحية يمتد شمالا في اتجاه بلدان أوروبا وجنوبا في اتجاه بلدان إفريقيا جنوب الصحراء دون نسيان دوره في البحر الأبيض المتوسط في اتجاه بلدان المغرب الكبير والشرق الأوسط. كل هذا أذكى عزيمة البنميين في ضرورة البحث عن موطء قدم لهم في المنطقة عبر بوابة المغرب الذي قرروا فيه فتح قنصلية تعد الأولى من نوعها للملاحة التجارية في المغرب بعد مكتبها الذي انطلق العمل به سابقا بمدينة طنجة.
و في هذا السياق، قالت غلوريا ديل سي يونغ، السفيرة و القنصل العام لجمهورية بنما بالمغرب، في تصريح لموقع "أحداث أنفو"، على أن افتتاح هذا الخط الملاحي التجاري يعتبر ثمرة للجهود التي بذلتها حكومتي المملكة المغربية والجمهورية البنمية لتعزيز أواصر التعاون فيما بينهما. كما أنه، تضيف السفيرة، تتويج للعديد من الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين خاصة بعد زيارة وزير الشؤون الخارجية و التعاون المغربي صلاح الدين مزوار لبنما خلال في يناير من 2016، و التي كان لها الأثر الكبير في الدفع بالعلاقات بين البلدين نحو آفاق مهمة سيكون لها أثرها الإيجابي على العلاقات بين الرباطوبنما في مستقبل الأيام. كما عبرت المسؤولة عن سعادتها بتوقيع أكثر من ست اتفاقيات مع المغرب في مجالات متعددة من شأنها جميعا أن تعزز فرص التعاون المثمر و الإيجابي بين البلدين في قطاعات مختلفة، و التي يعتبر فتح قنصلية عامة تجسيدا فعليا لها ستضمن خدمات تجارية بحرية واضحة و سريعة و بمعايير مهنية بفضل مكتبها بطنجة والمفتوح في وجه الملاحة البحرية الدولية. من جانبه قال خورخي بركات، مدير السلطة البحرية بجكومة بانما، في تصريح ل"أحداث أنفو"، ان بنما تعي جيدا على أن المغرب أصبح، بفضل السياسة التي تتبعها المملكة، منصة عالمية للتجارة الدولية، و أن موقع المملكة و استقرارها السياسي و الاجتماعي أصبح ماركة عالمية وجب التنويه بها لأنها تفتح آفاق كبيرة للمستثمرين من كل أنحاء العالم لاغتنام الفرص التي يوفرها خاصة في مجال الملاحة الدولية و التي ستستغل بناما فرص الاستثمار فيها لتعزيز علاقاتها مع المغرب. يذكر أن هذا اللقاء حضره عدد من الديبلوماسيين، وفي مقدمتهم سفيرة المغرب في بنما، أمامة عواد، التي عينها جلالة الملك مؤخرا لتمثيل المملكة في هذه الجمهورية الواقعة وسط أمريكاالجنوبية بين كولومبيا وكوستاريكا، على جزء من اليابسة يربط بين أمريكا الشمالية وأمريكاالجنوبية، يبلغ طوله 770 كلم على المحيط الأطلسي و417 كلم على المحيط الهادئ..