شهد معبر باب سبتة، مساء يوم الثلاثاء المنصرم، اضطرابا في حركة المرور أدى لطول مدة الانتظار وامتدت الطوابير لكيلومترات، بسبب إجراءات أمنية استثنائية، تم إعلانها وشاركت فيها عناصر الأمن والجمارك، بحيث خضعت جل السيارات العابرة وراكبيها لعمليات تفتيش دقيقة والتحقق من هوياتهم. وإذا كان المعبر يعج يوميا بمئات من السيارات، ويستحيل معه الولوج للثغر المحتل، بل حتى المسافرين عبر ميناء سبتةالمحتلة، أصبحوا يعانون بشكل كبير، فإن ما حدث مساء يوم الثلاثاء وفق بعض مستعملي المعبر، كان مختلفا، بحيث يشتبه في ورود معلومات أو أنباء عن محاولة تهريب أو هروب أحد المبحوث عنهم، وهو ما جعلهم يصعدون من مستوى التأهب الأمني. وارتباطا بذلك، أوضح مصدر أمني مسؤول، أن الإجراءات الأمنية جاري بها العمل بالمعبر بشكل دائم، سواء بالنسبة للمغادرين أو الداخلين على حد سواء، وأن هناك بعض الأوقات التي يكون مستوى التأهب مرتفعا وفق المعلومات التي يتم التوصل بها، خاصة في ظل تكاثر العابرين وارتفاع أعدادهم، ويزداد الوضع سوءا في مراحل الذروة. ويعرف المعبر يوميا مرور ما لا يقل عن 22 ألف عابر، جلهم من ممتهني التهريب المعاشي، كما يمر أيضا قرابة 2500 سيارة لنفس المهربين، جلها تأخذ أماكنها في صفوف طويلة خلال الليل، لتدخل في وقت مبكر، ومنهم من يدخل ويخرج أكثر من مرة، رغم محاولات منعهم من العودة مجددا، إلا أن «جبروت» عدد منهم يجعل سلطات المعبر عاجزة عن وضع حد لولوج تلك السيارات لمرات متكررة. ويعيش معبر باب سبتةالمحتلة وضعا كارثيا يستحيل معه الولوج للمدينة، حتى بالنسبة لمن يشتغلون بها أو من هم في حاجة لزيارة أهاليهم هناك، فيما يصبح الأمر أكثر سوءا بالنسبة لمن لهم رحلة بحرية انطلاقا من ميناء سبتة، حيث يصطف الجميع في نفس الطوابير التي تمتد يوميا لكيلومترات ويستمر الانتظار لساعات. وتحاول السلطات السبتية منذ مدة، إجبار المغرب على فتح معبر «طاراخال 2» المعروف أيضا بممر «البيوت»، والذي سيخصص لممتهني التهريب الراجلين، بحيث سيفتح المجال لتقليص أعداد العابرين على مستوى الممر الرئيسي الموجود حاليا، والذي سيخصص لما تسميهم السلطات السبتية «السياح المغاربة»، وكذا للمسافرين. فيما يبقى مشكل عبور السيارات قائما، خاصة وأن شبكات متخصصة في التهريب أصبحت تستعمل سيارات مهترئة وأخرى بدون وثائق، تأخذ أماكنها ليلا في طوابير طويلة، في انتظار فتح المعبر مع أولى ساعات الصباح، مما يجعل المرور مستحيلا، ويزيد من أزمة ومشاكل المعبر على المستوى الأمني. مصطفى العباسي