تسببت شاحنة صهريجية لنقل المحروقات ليلة أمس السبت في كارثة تجسدت في مقتل شخص وجرح 13 آخرين، حالة أربعة منهم وصفت بالحرجة بعد إدخالهم إلى قسم العناية المركزة بمستشفى الحسن الثاني بأكادير. كما قامت الشاحنة المجنونة بتحطيم جزء كبير من محطة الأداء المتواجدة بنهاية الطريق السيار قبل دخول مدينة أكادير. ولم يتمكن السائق عند وصوله محطة الأداء من توقيف شاحنته بسبب فقدان الفرامل لفعاليتها، فاصطدمت بسيارتين متوقفتين أمام الحاجز تنتظران دورهما لأداء ثمن الرحلة، وتسبب ذلك في انهيار جزء مهم من المحطة وانقلاب الشاحنة، واندلاع النيران بها بعد تدفق كميات كبيرة من المحروقات.
النيران المشتعلة أثارت الهلع في كل مكان، وجعلت موظفي المحطة يخرجون من أكشاكهم مهرولين في كل اتجاه، تحت وقع الصدمة، فيما انخرط مسافرون في عملية انقاد الجرحى قبل أن تلتهم النيران أجسادهم.
الحادث وقع، حسب شهود عيان، بسبب سرعة الشاحنة وعدم شروعها في التوقف عن بعد أولا، وثانيا بسبب العطب الميكانيني المتمثل في فشل الفرامل. فقدان الفرامل لفعاليتهما يعيد طرح السؤال عن المراقبة التقنية للشاحنات التي تحمل مواد خطيرة وسريعة الاشتعال، مع العلم أن صباح يوم الجمعة الأخير عرف احتراق شاحنتين مقطورتين بالكامل، الأولى قادمة من أكادير باتجاه مراكش والثانية قادمة من الاتجاه المعاكس.