فتحت الحديقة السرية وهي عنوان لأحد أكبر وأعرق الرياضات بالمدينة العتيقة بمراكش، السبت، أبوابها في وجه الزوار لأول مرة وذلك بعد ثلاث سنوات من أشغال التهيئة. وحضر حفل افتتاح هذا الفضاء الثقافي والحضاري المتميز والي جهة مراكش- آسفي عبد الفتاح البجيوي، ورئيس مجلس جهة مراكشآسفي أحمد أخشيشن، ورئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي، ورئيس معهد العالم العربي بباريس جاك لانغ، والرئيس المدير العام لهذه الحديقة لورو ميلان. وأبرز ميلان، في تصريح للصحافة، أن هذا الرياض الذي يتميز بقيمته الثقافية الفريدة المرتبطة بفن الحدائق والهندسة المعمارية ونظام المجاري المائية بالعالم العربي، يأتي ليعزز ويغني رصيد التراث الثقافي المحلي للمدينة الحمراء. وأوضح أن هذا الفضاء الفريد من نوعه والمتميز يشكل أيضا موقعا سياحيا ذو قيمة مضافة بالنسبة للمدينة الحمراء، ويفتح أبوابه في وجه السياح المغاربة والأجانب الباحثين عن اكتشاف التاريخ الحضاري والمعماري المحلي. من جانبه، أبرز جاك لانغ أن هذه "الحديقة الممتعة" تشكل فضاء رائعا يتسم برونقه الجمالي المتميز في قلب مراكش في انسجام تام مع المميزات الثقافية للمدينة. أما مهدي قطبي، فأشار إلى أن افتتاح هذا الرياض يشكل مبادرة خاصة تستحق التشجيع والاقتداء بها، ترصد تاريخ مدينة مراكش العريق وتعكس ارتباط مالكه بهذا البلد وانخراطه في صيانة التراث المحلي للمدينة. ويتكون هذا الفضاء السياحي، الذي يأخذ شكل مستطيل ويستمد خصوصيته من الطابع المعماري الإسلامي، من جزأين يتخذ كل واحد منهما شكل رياض محاط بجدران عالية بلا نوافد، وتتوسطه حديقة غناء واسعة تتخللها أربع ممرات تلتقي عند نافورة مشيدة من الرخام. كما يشكل هذا البناء الرحب، المتسم بالهدوء والباعث على الارتياح، فضاء ملائما للباحثين عن مكان للاسترخاء والتأمل والاستمتاع بجماليات الفن المعماري الإسلامي الأصيل. ويعود هذا الفضاء المتواجد بحي المواسين بالمدينة القديمة إلى النصف الثاني من القرن السادس عشر على عهد السلطان السعدي مولاي عبد الله، قبل أن تتم إعادة تشييده في أواسط القرن الواحد والعشرين من قبل أحد القياد الكبار بمنطقة الأطلس ليصبح وجهة مفضلة لعدد من الشخصيات السياسية البارزة بالمغرب ومراكش. كما ينهل هذا الفضاء في تشييده من التقاليد المراعاة في بناء القصور العربية الأندلسية والمغربية.