تألق المغرب خلال حفل تقديم جائزة "أفضل الوجهات الثقافية" 2015 المرموقة بالعاصمة البريطانية لندن، وذلك أمام ثلة من المدعوين الذين قدموا من مختلف أنحاء العالم. فقد عرف هذا الحفل، الذي نظم مساء الجمعة بأحد الفنادق الفاخرة بلندن، تتويج متحف التصوير والفنون البصرية بمراكش بجائزة "أفضل الوجهات الثقافية" في فئة (أفضل وجهة ثقافية جديدة في إفريقيا). وقال المدير التنفيذي لمتحف مراكش للتصوير والفنون البصرية الأمريكي دافيد كنوس، إن منح هذه الجائزة "لمتحف مراكش للتصوير والفنون البصرية الذي يتميز بهندسته المعمارية المتفردة، يعد "فخرا للمغرب" الذي انخرط في دينامية جديدة تروم تشجيع الأنشطة الثقافية والفنية من أجل إشعاع إقليمي ودولي للتراث الحضاري للمملكة، مضيفا أن الفوز بهذه الجائزة يعد "شرفا" ويشكل "مكسبا جديدا لمدينة مراكش وإنجازا حقيقيا للمغرب". وأضاف كنوس "أنا مقتنع بأن هذه الجائزة سيكون لها أثر إيجابي على الحياة الاقتصادية والثقافية والسياحية للمملكة وعلى المدينة الحمراء على وجه الخصوص"، مشيرا إلى أهمية المعارض والأنشطة الثقافية التي ينظمها متحف مراكش، الذي صممه المهندس المعماري البريطاني المشهور دافيد شيبرفيلد. وبرأي عدد من الضيوف الذين حضروا هذا حفل توزيع جوائز "أفضل الوجهات الثقافية 2015″، فإن تتويج متحف مراكش سيعمل على تعزيز المؤهلات التنافسية لهذه المدينة ، وإغناء العرض الثقافي والتراث المتحفي للمملكة، مشيرا إلى أن التتويج الذي حظي به متحف مراكش هو بالتأكيد "مفاجأة سارة" للمغرب وخاصة المهنيين في قطاع السياحة والمدينة الحمراء المصنفة عاصمة ثقافية عالمية. من جهته، عبر رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف المهدي قطبي، عن سعادته بتتويج متحف مغربي بجائزة من هذا القبيل، موضحا أن الأمر يتعلق بفوز لجميع المغاربة واعتراف دولي بالسياسة المتحفية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضاف "إنه حدث هام سيشجع متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بعد مرور سنة على افتتاحه للترشح لأفضل جائزة دولية على غرار جائزة "أفضل الوجهات الثقافية". وقال قطبي "أعبر عن سروري بكون محتف مراكش يتوج بهذه الجائزة، أنا مسرور من أجلنا جميعا ومن أجل المغرب ومن أجل تطوير الفن"، مؤكد بأن الأمر لم يكن ليتحقق "دون الدعم الحاسم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس" الذي يضع الثقافة ضمن الأولويات الوطنية كما تشهد على ذلك المبادرات المتعددة والمشاريع التي أطلقها جلالة الملك عبر تراب المملكة. وأكد أن" المغرب، وفي وقت تتعرض فيه الثقافة للهجوم عبر العالم، استطاع المغرب أن يتألق من خلال حضوره واستقراره وبفضل الثقة التي وضعها العالم في بلادنا تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس"، مبرزا الأهمية التي يوليها جلالة الملك لتطوير الفنون والثقافة باعتبارها رافعة للتنمية السوسيو اقتصادية وحافزا لتنوير العقل. من جهتها، اعتبرت السيدة غايل دكستر لورد، رئيسة لجنة جائزة "أفضل الوجهات الثقافية 2015″ ، أن القيمة المضافة التي تحملها المتاحف ومهامها الثقافية تشكل فاعلا هاما للتنمية الاقتصادية للبلدان عبر العالم، مشيرة إلى أن المتاحف، التي تشهد على الأهمية التي يوليها صناع القرار للثقافة والفنون، تمكن من جذب الزوار وتشجيع التبادل الثقافي والحوار بين الحضارات. وتروم جائزة "أفضل الوجهات الثقافية 2015″ تثمين التجارب الاستثنائية التي تعرضها المتاحف أمام زوارها، كما أنها تحتفي بأفضل المشاريع المبدعة الحاملة لرسائل إنسانية تستجيب لانتظارات الساكنة وتوفر فضاء للتعبير الفني والتبادل المثمر.