وجه جلالة الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، في افتتاح الولاية العاشرة للبرلمان المغربي، رسالة قوية و انتقادا حادا للادارة المغربية، والتي لخص أعطابها في انعدام الكفاءة و نقص التكوين و عرقلة الاستثمارات والرشوة و استغلال النفوذ وبطئ التجاوب و ثقل المساطر و عدم القدرة على التواصل و الجواب على تساؤلات المواطنين، حتى أصبحت الادارة بالنسبة للكثيرين مجرد مخبأ يضمن راتبا شهريا. وشدد الخطاب الملكي، بعد تهنئة المنتخبين الجدد، و التذكير بأهمية التعددية الحزبية التي اختارها المغرب منذ عهد الغفور له محمد الخامس، على ضرورة انفتاح الادارة المغربية بمختلف مرافقها ، على المواطن المغربي ، و أن تكون في خدمته، لأنها لولاه لما وجدت. و تسائل العاهل المغربي عن جدوى اللامركزية و اللاتمركز الاداري الذي عمل المغرب منذ عقود على ارساءه، اذا كان المواطن مطلوبا منه في كل مرة أن يتوجه الى العاصمة الرباط. جلالة الملك انتقد في معرض خطابه بعض المنتخبين الذين يفضلون خدمة مصالحهم الشخصية و الحزبية على خدمة المواطنين، و أوضح جلالته أن علاقة الادارة بالمواطن اذا لم تتحسن، فان المغرب سيستمر تصنيفه في عداد دول العالم الثالث، اذا لم يكن ضمن العالم الرابع و الخامس في هذا الميدان. ولم يفت جلالة الملك الاشارة الى أن مناسبة افتتاح الولاية التشريعية، هي أيضا فرصة لمخاطبة الحكومة و الأحزاب و مختلف الهيئات، و أنه اذا كان المغاربة يطلبون منه التدخل لأبسط الأمور، فهذا يعني، حسب جلالته، أن هناك خلل في مكان ما.