«لا أحد قادر على أن يجعلني أتكلم، فالله يحميني»، هكذا قال الإرهابي صلاح عبد السلام عبر النوافذ لأحد السجناء في سجن فلوري ميروجيس، ضواحي باريس، منذ ثلاثة أسابيع. فمنذ نقل هذا الإرهابي من بلجيكا حيث تم اعتقاله إلى فرنسا في 27 أبريل الماضي، ظل يلزم الصمت ويرفض الإجابة عن أسئلة قاضي التحقيق الفرنسي المكلف بقضايا الإرهاب في محكمة باريس. هذا الرفض غير المفهوم دفع المحاميان الفرنسي فرانك بيرتون والبلجيكي سفين ماري، إلى التخلي عن الدفاع عن عبد السلام، المشتبه فيه الأول في اعتداءات باريس في 13 نونبر الماضي، بعد أن تأكدا أن الأخير لن يتكلم وسيتمسك بحقه في لزوم الصمت. بعد مرور 11 شهرا على الهجمة الإرهابية في باريس، وبرفض صلاح عبد السلام التعاون مع العدالة الفرنسية، تبقى إذن العديد من خيوط ونقاط الغموض حول هجمات باريس، وخصوصا من نظم وسهل وساعد في تنفيذ الهجوم الذي نتج عنه إزهاق أرواح 130 من الأبرياء في باريس وسان دوني والتي لعب فيها عبد السلام دورا محوريا دون توضيح، الأمر الذي سيؤخر وحسب العديد من وسائل الإعلام الفرنسية إغلاق هذا الملف. تجدر الإشارة إلى أنه وبعد شهور من التواري عن الأنظار، وتعميم العديد من مذكرات البحث الأوروبية عن صلاح عبد السلام، كانت فرقة تابعة للمخابرات البلجيكية قد أوقفت صلاح عبد السلام في مداهمة لشقة في بروكسيل، بعد تبادل لإطلاق نار تسبب في إصابته بجروح في ساقه. وقال محققون في بروكسل وقتها إن رجلا يدعى منير أحمد الحاج، كان مطلوبا للشرطة قد قبض عليه أيضا، وقبض على ثلاثة أشخاص آخرين من عائلة اتهمت بإيواء عبد السلام، وقالت وقتها مصادر للجريدة إن المخابرات المغربية قد لعبت دورا كبيرا في مساعدة كل من باريسوبروكسل في توقيف صلاح عبد السلام، الذي اعتبر منذ تفجيرات باريس في نونبر الماضي أحد أهم الإرهابيين المطلوبين في أوروبا. بايوسف عبد الغني