حساب عسير للأصوات يدخله الغريمان التقليديان التجمعي محمد بوهدود بودلال والاستقلالي علي قيوح، ما يجعل من دائرة تارودانت الجنوبية رهانا صعبا سيشد الأنفاس حتى إعلان النتائج. حيث لم تعد الدائرة خاضعة لهؤلاء الأعيان يفعلون بها ما يشاؤون ويتعاركون لتحقيق التحدي التقليدي: «من يحصد خلال هذا الموسم أكثر من الآخر من الأصوات». يدخل الغريمان الانتخابات بحظوظ شبه متساوية مع أحزاب أخرى منها العدالة والتنمية الذي سيطر على بلديات تارودانت وأولاد تايمة والكردان، وكلها تدخل ضمن نفوذ دائرة تارودانت الجنوبية وستوفر لمرشحه حظوظا وافرة للظفر بمقعده. الأصالة والمعاصرة في شخص وكيل لائحته بلكرموس بدوره مرشح لاكتساح أصوات الجبل بصفته مرشحا وحيدا من المناطق الجبلية والأطلس الصغير، من بينها جماعات حد إيمولاس وأركانة وإيميلماس والمنيزلة والدير وغيرها من المناطق التي تركها الاستقلال بتغييبه لمرشح الجبل وصيفا للائحة كما اعتاد، وسيستفيد منها البام الذي يمثل الصوت الأمازيغي الجبلي من خلال بلكرموس، إلى جانب جماعات قروية يرأسونها أو يسجلون بها تواجدا ملموسا. حظوظ البام تقوت بعدما فضل وكيل اللائحة علي قيوح جعل نجلته زينب قيوح وصيفته، عوض اختيار رئيس جماعة من هذا الجزء الجبلي الذي يضم فئات مصوتة وفية، وكانت هذه المناطق هي خزان قيوح الذي لا يركز كثيرا على السهل والمناطق السقوية، فيكون بودلال المستفيد الأكبر منها، فخلال هذه الانتخابات سيسعى قيوح وبودلال لحصد أكبر النتائج بالسهل، وفي هذا الاختيار يصطدمان بالعدالة والتنمية المنتشي باكتساح كل المراكز الحضرية على مستوى اقتراع الجماعات المحلية الأخير، إلى جانب أن مرشحها أوريش راكم التجربة الميدانية بعد فوزه في اقتراع الانتخابات البرلمانية السابقة. بودلال الذي تلقى انتكاسة بالانتخابات البلدية الأخيرة وفقد رئاسة أولاد تابمة لأول مرة في تاريخه الانتخابي، سيجد نفسه في وضعية لا يحسد عليها بسبب مزاحمة آل قيوح له في معقله يضاف إليه انتشار العدالة والتنيمة بحواضر تاودانت ووأولاد تايمة والكردان، كما فقد دعم جماعة الكدية البيضاء بسبب الخلافات الطارئة مع رئيسها. الحسابات بالدائرة الجنوبية لا تستثني الاتحاد الاشتراكي الذي كانت كل هذه المعاقل وفية له، ويعول الاتحاديون على رئيس جماعة أيت إيعزة إبراهيم لباعلي لانتزاع المقعد الرابع من البام باعتبار أن بلدية أيت إيعزة هي آخر معقل بقي للوردة، بعدما تمكن لباعلي من الصمود في وجه زحف العدالة والتنمية، فهل يلتف اتحاديو تارودانت حول رئيس أيت إيعزة للشروع في استرجاع عرينهم وخلق المفاجأة؟