عاش سكان اقليمالحوز حالة من التأهب ممزوجة بالخوف، طيلة أيام الأسبوع المنصرم، اذ كلما حل الزوال حلت معه أصوات الرعد، تهتز لها جدران البيوت المنتشرة على سفوح جبال الأطلس الكبير ، مصحوبة بالبرق منذرا بقرب افراغ السحب السوداء التي تغطي المنطقة حمولتها الطوفانية والجارفة أحيانا، تذكر السكان بسابقاتها التي سوت بعض منازلهم الطينية بالأرض، واتلفت ماشيتهم وأشجارهم المثمرة مصدر عيشهم الوحيد. وأرخت تلك السحب السوداء حمولتها فوق المناطق الجبلية بالحوز في ثلاث مناسبات، كان اخرها وأخطرها تلك التي تساقطت ليلة الأربعاء الخميس على منطقة ستي فاضمة، دون أن تخلف خسائر الا أنها أرعبت السكان والزوار، وحاصرت عددا منهم لساعات بفعل ارتفاع منسوب مياه واد اوريكة المصحوبة بالطمي، وتسببت في اغلاق الطريق الوحيدة داخل الجماعة. وزاد ارتباك سائقي السيارات والدراجات النارية، محاولين الهرب من حدة الازدحام، ما أدى الى توقف حركة السير الى حين وصول الجرافة التي ازاحت الأوحال من الطريق، وفتح منفذ أعاد حركة السير الى سابق عهدها. ذات المشهد يتكرر كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية، دون تكلف السلطات المحلية والاقليمية عناء التفكير في حل لهذه المعضلة التي يعيشها هذا المنتجع الذي يشهد توافد الزوار المغاربة والأجانب بأعداد متزايدة كل عام، مقتصرة على الاعتماد على جهاز الانذار الذي لم يعد يشتغل بسبب الاهمال وغياب الصيانة، منذ أن تبثه اليابانيون بعد كارثة 1995. كما شهدت منطقة امليل ، ذات الليلة ، عاصفة رعدية قوية جعلت السكان يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من اتلاف الأمطار القوية لغلة التفاح، المصدر الوحيد لرزق معظم سكان المنطقة. كما زارت ، في الليلة الموالية ، عاصفة رعدية قوية جماعة اغيل، غرب الاقليم، في الحدود بينه وبين اقليمتارودانت ، تسببت في انهيار الصخور فوق الطريق الرابطة بين الاقليمين، والمعروفة بتيزي نتاست، حيث أوقفت حركة السير لساعات. كما تهاطلت أمطار خفيفة في باقي مناطق الاقليم، وغير بعيد من مراكش، أدت العاصفة الرعدية المصحوبة بأمطار قوية التي ضربت الجانب المتاخم لمراكش من جهة اقليم الرحامنة، عشية يوم الأربعاء الماضي، إلى انهيار عدد من المنازل بدواوير تابعة للجماعة القروية الطلوح، حيث كبدت المواطنين بدواري أولاد سعيد وأولاد غنام خسائر مادية كبيرة، بعدما اجتاحت المياه عددا من المنازل مما تسبب في انهيارها ونفوق العشرات من رؤوس الأغنام. وأفاد شهود عيان أن المواطنين تركوا لوحدهم في مواجهة سيول الأمطار القوية التي اجتاحت المنطقة منذ الساعة السادسة مساء، حيث إضطر معظمهم للمبيت في العراء وقضاء ليلة بيضاء، بينما اكتفى ممثل قائد حد راس العين، الذي انتقل إلى الدواوير المنكوبة، بالتقاط بعض الصور للأضرار التي تكبدتها الساكنة.
وأضاف ذات الشهود، أن دوار أولاد سعيد الذي يضم أزيد من 300 منزل، أضحى معزولا بفعل تضرر الطريق التي تربطه بمركز جماعة الطلوح. لحسن معتيق