عاشت مراكش والمناطق المحيطة مساء الأحد 5 يوليوز 2015 لحظات استثنائية إثر العاصفة الرعدية التي ضربتها مباشرة بعد آذان المغرب ، والتي أربكت الحياة بها وأعادت شبح الفيضانات إلى الواجهة بما يرافقه من خسائر واضطراب . العاصفة الرعدية صاحبها هبوب رياح قوية أدت إلى اقتلاع أغصان عدد كبير من الأشجار بمجموعة من شوارع المدينة الحمراء وحطمت ألواحا إشهارية، وتسببت في سقوط لواقط هوائية كانت مثبتة فوق أسطح بعض المنازل، مثلما دفعت سكان المدينة إلى ملازمة بيوتهم بفعل حالة الفزع التي أشاعتها شدة الرعود والدوي الضخم الذي أحدثته . وعرفت منطقة سيدي يوسف بن علي و خاصة على مستوى الفضاءات المحاذية لمجرى وادي إيسل، حالة من التأهب بسبب ارتفاع منسوب مياه الوادي، الذي امتلأ مجراه بتدفق مائي تضاعفت قوته في وقت وجيز مما رفع من حدة المخاوف من حدوث فيضانات بالمنطقة المشار إليها. وحسب شهود عيان فقد عمدت السلطات ، تحسبا لأية مخاطر قد تنجم عن الفيضان، إلى منع المرور من بعض القناطر المبنية على الوادي المذكور . وبتزامن مع العاصفة الرعدية انقطع التيار الكهربائي عن تجمعات سكنية بمنطقة المحاميد، وخاصة بالمحاميد 9 ، حيث ذكرت مصادر من عين المكان أن السكان حرموا من خدمات الكهرباء لأزيد من ساعتين، الشيء الذي أثر على تحركهم وتنقلهم بسبب الخوف من أي تهديد ناتج عن حالة الظلام الدامس التي عمت طرق المنطقة وممراتها . وعلى غرار ما وقع بعدد من دواوير إقليمالحوز، أدت العاصفة الرعدية التي ضربت المنطقة إلى انقطاع الكهرباء عن مجموعة من دواوير جماعة تمصلوحت وآيت أورير وأغمات وتغدوين وأغواطيم وغيرها . . فيما أدى ارتفاع منسوب مياه وادي أوريكا إلى ارتباك في حركة السير وانقطاعها، لا سيما وأن العاصفة وقعت يوم الأحد الذي تعرف فيه أوريكا توافد أعداد كبيرة من الزوار الذين يفضلون قضاء اليوم بها وتناول وجبة الإفطار هناك هربا من الحرارة الشديدة التي تعرفها مراكش هذه الأيام . وأوضحت مصادر من عين المكان أن عناصر الدرك الملكي تدخلت لتيسير حركة السير وفض حالة الاختناق التي عرفتها الطريق الرابطة ما بين مراكش وأوريكا . وفي نفس السياق أكدت الأخبار الواردة من المرتفعات الجبلية بإقليمالحوز أن مناطق شاسعة منها عاشت لحظات عصيبة بسبب العواصف الرعدية وما صاحبها من فيضانات. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الأمطار الرعدية تسببت في تدفق الشعاب التي أدت إلى انهيارات في التربة نجم عنها توقف حركة السير وانقطاع الطريق. كما أن الامطار التي كانت مصحوبة بالتبروري ( البرد) أحدثت خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية وأدت إلى إتلاف ثمار عدد كبير من الأغراس . و قالت بعض المصادر إن حالة تأهب واستنفار سادت لدى مختلف المصالح المعنية، تحسبا لأي تطور في الموقف، ولا سيما بعض الارتفاع السريع لمنسوب مياه بعض الأودية التي تخترق إقليمالحوز ، والتهديد الذي يمثله ذلك سواء بالنسبة للسلامة الطرقية ، أو بالنسبة للسكان . ويذكر أن مراكشوالحوز والمناطق المحيطة تضررت كثيرا في موسم الأمطار الأخير من الفيضانات المتوالية الناتجة عن التساقطات المطرية المرتفعة ، وأدت إلى خسائر مادية كبيرة ناهيك عن خسائر في الأرواح ، ومازال سكان عدد من الدواوير التي دمرتها الفيضانات يقيمون في الخيام المؤقتة التي نصبت لهم، منتظرين من السلطات والمصالح المعنية أن تتحرك بجدية لوضع نقطة نهاية لمعاناتهم .