اختتمت، السبت بمسرح محمد السادس بوجدة، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان أصيل للأغنية المغربية بتكريم وجوه فنية محلية، من بينها المرحوم الشرادي محمد جوهر والشيخ محمد الجيلالي. ويعد المرحوم الشرادي محمد جوهر أحد أبرز العازفين الذين أقاموا بمدينة وجدة، إذ أسهم في تأسيس العديد من الفرق الموسيقية النحاسية بالمدينة، ويعود له الفضل، رفقة آخرين، في نشر العزف الموسيقي وفق القواعد العلمية بجهة الشرق. وبرع الفنان محمد الجيلالي (مواليد 1944) في الأغنية الشعبية والغرناطية وقصائد الملحون والأغنية العصرية. ويعد أحد أبرز فناني فترة الستينات وما بعدها. ومن أشهر أغانيه "أنا يا سيدي". إلى ذلك، استمتع الجمهور، الذي تابع هذه السهرة الختامية، بأداء كل من من الفنانين محمود الإدريسي ونزهة الشعباوي والفنان أمين الحمداوي الذين أبدعوا في نقل روح وأجواء الأغنية إلى جنبات مسرح محمد السادس بوجدة . كما تجاوب الجمهور مع فرقة أمل للموسيقى العربية والمغربية، التي تتكون من عازفين ينتمون إلى العديد من المدن المغربية، والتي أمتعت متابعي السهرة بمقطوعات موسيقية خالدة. ووفق المنظمين، فإن هذه التظاهرة الفنية توخت تحقيق عدد من الأهداف المتنوعة والمتكاملة، من قبيل الإسهام في الحفاظ على الموروث الثقافي والفني الأصيل الذي تعد الأغنية المغربية، بوصفها رافدا من روافد الثقافة الوطنية، إحدى مقوماته. كما سعى المهرجان إلى منح شباب الجهة الشرقية والمواهب الفنية بهذه الربوع فرصة لصقل مواهبهم واللقاء المباشر مع الجمهور على خشبة المسرح، فضلا عن العمل إلى جانب المؤسسات الرسمية القائمة على الشأن الثقافي من أجل حمل مشعل النهوض بالفن المغربي. وتمثل طموح المنظمين في تنويع البلاطو الفني على صعيد الجهة وتوفير عرض فني يلائم أذواق كل الأسر الوجدية، لا سيما عشاق الأغنية المغربية التي تعد ظاهرة غنائية متفردة تشكل خصوصية مغربية بامتياز. وتسعى جمعية وجدة أنجاد للثقافة والفنون والتنمية، التي نظمت هذا المهرجان، إلى إحداث مؤسسة تعنى بالموروث الثقافي والفني المغربي بشكل عام، والأغنية المغربية على وجه الخصوص، بما يساهم في انتشارها وتعريف الأجيال الناشئة بخصوصيتها وجماليتها الفنية والإبداعية.