حالة استثنائية تلك التي عاشتها بلدية سيدي رحال باقليم برشيد ليلة الجمعة الماضية، عندما كانت وجهة للآلاف من الأشخاص، ذكورا وإناثا، صغارا وكبارا.. بعضهم استغل وسائل نقله من سيارات ودراجات نارية، وحتى الشاحنات أقلت أسرا بأكملها، إضافة إلى من ساروا على الأقدام قاطعين كيلومترات معدودة، من أجل الوصول إلى الوجهة المحددة، حيث تم نصب المنصة التي تناوب على الصعود فوقها عدد من المطربين والفنانين. من "دورة بن عمر" المؤدية إلى مركز حد السوالم، سارت الجماهير جماعات على الأرجل، مهرولة لبلوغ الساحة التي احتضنت السهرة التي أثثتها فرقة «عائشة تاشيونيت» التي أدت لوحات راقصة مصحوبة بأغان أمازيغية صفق لها الحاضرون، قبل أن يحل موعد الطرب الشبابي مع المغني «موس ماهر» الذي اختار أن يؤدي أشهر أغانيه، أمام سكان بلدية سيدي رحال الشاطئ وضيوفها الذين قصدوها من مدن البيضاء، البر الجديد، جماعة المهارزة الساحل وجماعة الساحل أولاد احريز وحتى من مدينة برشيد، كلهم جاؤوا للموعد الذي ضربته لهم اللجنة المنظمة التي اختارت أن يؤثث برنامج المهرجان لهذا الموسم مغني الشعبي الشهير الستاتي. مع انطلاق سهرة الجمعة الماضية كانت الجماهير تتابع فقراتها الأولى وأعينها على الساحة المفضية إلى المنصة الرسمية في انتظار من حلت من أجله في سهرة استثنائية لمتابعة غنائه. كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحا وبعض الدقائق عندما جاءت الفقرة المنتظرة، فارتفعت التصفيقات المرحبة بالمطرب الشعبي «عبد العزيز الستاتي»، كما أعلنت عن ذلك الممثلة «نعيمة إلياس» التي تكلفت بتنشيط سهرات دورة مهرجان سيدي رحال، حيث اختار الستاتي أن يغني أمام الجماهير التي حلت بكثافة لمتابعة السهرة ما قبل الختامية لمهرجان سيدي رحال الشاطئ أشهر أغانيه. فأمام حوالي ستين ألف متفرج، حسب ما صرح بذلك مصدر مقرب من السلطات المحلية ل«الأحداث المغربية»، اختار المطرب الشعبي صاحب "الفيزا والباسبور"، و"كلشي كاين" و"باي باي يامون أمور" أن يشرك في أداء أغانيه الجماهير الشبابية التي انتظرت أزيد من ثلاث ساعات وقوفا في انتظار حلول موعد وصلة المطرب الشعبي، الذي "يقهر" بعزفه آلة الكمان، وما أن اعتلى المنصة حتى صدحت حناجر الشباب والشابات مرحبة، ليبادلهم الستاتي التحية بأحسن منها، معلنا حبه لمنطقة سيدي رحال التي مدح أبناءها. وحسب « مصطفى منجي» عضو لجنة التتبع للمهرجان فإن «المجلس الجماعي لسيدي رحال الشاطئ حاول كسر الروتين»، الذي قال إنه «دام سنوات والرتابة التي خيمت على منطقة سيدي رحال منذ مدة»، حيث ارتأى المجلس أن «ينظم مهرجان سيدي رحال الشاطئ بحلة جديدة بعد الغياب الذي دام أزيد من ثمان سنوات»، حيث أوضح «ما لهذا المهرجان من انعكاسات ايجابية على التنمية والإشعاع السياحي للمنطقة وخلق رواج اقتصادي وسياحي داخلي تتخلله مهن وتجارات موسمية محلية». وأضاف المصدر ذاته أن هذه المبادرة «لقيت تجاوبا واستحسانا لدى ساكنة سيدي رحال الشاطئ وكذلك الزوار الذين حجوا بكثرة، وبلغ عددهم ما يزيد عن ستين ألف متفرج ليلة "الطوب"» التي جسدتها سهرة المطرب الشعبي «عبد العزيز الستاتي» الذي قال منجي إنه «قلب موازين سيدي رحال الشاطئ بجمهوره الكثيف». ولم يفوت المصدر ذاته الفرصة للتنويه و باسم أعضاء لجنة التتبع وجميع مكونات المجلس الجماعي والموظفين بالمجهود الذي بذله رجال الدرك الملكي وعلى رأسهم القائد الجهوي وقائد سرية برشيد وقائد المركز الترابي لسيدي رحال الشاطئ عبد العالي سرار الذي قال إنه «اعتمد مقاربة أمنية متطورة ونهج خطوات استباقية وظف خلالها رجاله بالزي العسكري والزي المدني»، إضافة إلى مجهودات القوات المساعدة والوقاية المدنية وجنود الخفاء الذي ساهموا في إنجاح هده الدورة. فخلال سهرة الجمعة غنى الستاتي أشهر أغانيه، متجاوبا مع ما طلبته الجماهير منه، بعد أن ركزت كاميرات هواتفها المحمولة صوب المنصة متتبعة جميع تحركات المطرب فوق المنصة. كما عرف المهرجان تنظيم عروض التبوريدة التقليدية التي شاركت فيها 28 سربة، مثلت فرسان المناطق المجاورة ومدن مغربية أخرى اختار فرسانها المشاركة في مهرجان كانت حلبته قريبة من الشاطئ.