أوقفت مصالح أمن محاربة الإرهاب التابعة للأمن الوطني الإسباني، شقيقين مغربيين ينتميان لمنطقة خيرونا المجاورة للعاصمة الكطلانية برشلونة، بتهمة جمع اموال لدعم وتمويل عمليات التنظيم الإسلامي الإرهابي "داعش". ووفق مصادر من وزارة الداخلية الإسبانية، فإن الشقيقين المغربيين البالغان من العمر على التوالي 32 و33 سنة، كانا يقومان بعملية اكتتاب واسعة بمدن أوربية مختلفة، لجمع التمويل لفادة التنظيم، ودعمه لوجيستيكيا وكذلك توفير مبالغ مالية للراغبين في الإلتحاق بسوريا أو العراق، بحيث كانا يوفران لهما كل الإمكانيات، من وثائق مزورة وأموال التنقل وغيرها. الشابان المغربيان، برفقة ثلاثة آخرين قتلوا سابقا في سوريا، كانوا يقومون بعمليات تحويل أموال، بطرق مختلفة لمسؤولين ماليين في دولة التنظيم الداعشي، بحيث كانوا يجمعون مبالغ مالية مهمة جدا، بطرق مختلفة من مسلمي أوربا، جلهم لم يكونا يعرفون أن تلك الأموال توجه لداعش، باعتبار أن المعنيان كانا يدعيان جمعها لتنظيم خيري. وأكدت الداخلية الإسبانية، أن المعنيان كانا يمثلان جناحا اقتصاديا مهما لداعش، وداعمان مهما للتنظيم من خلال ما كانوا يجمعونه، وهو ما جعل العملية وفق قول وزير الداخلية، مهمة جدا، بل وقد تكون الأولى من نوعها التي تكشف عن شبكة، رغم محدودية عناصرها، إلا أنها تشكل مصدرا مهما للتمويل لفائدة دولة داعش الإرهابية. وكان شقيق ثالث للموقوفان قد سافر برفقة زوجته وإبنيه إلى سوريا، قبل أن يتم قتله في إحدى المعارك الجارية هناك، وكان يعتبر بدوره أحد وسطاء نقل الأموال من إسبانيا إلى التنظيم الداعشي، بحيث أثبت المحققون، أن عملية الدعم المادي كانت متواصلة ودائمة ولم تتوقف حتى بعد مقتل الشقيق الثالث لأفراد الشبكة المفككة. وكشفت مصادر مقربة من التحقيق، أن قانون محاربة تبييض الأموال وتهريبها وتحويلها لتنظيمات إرهابية، كان هو الوسيلة الأولى التي كشفت نشاط الشبكة، انطلاقا من تحريات قامت بها المصالح الإستخباراتية، بتنسيق مع شرطة تهريب الأموال، مكنت من الكشف عن تحويلات مالية مهمة مشكوك في مصدرها وفي وجهتها، وهو ما سهل الوصول للشبكة المعنية. وأكدت تصريحات مسؤولين بالداخلية الإسبانية، أن العملية تعتبر مهمة جدا، والأولى من نوعها في محاربة الدعم المادي واللوجيستيكي لدولة داعش، خاصة وأنها كانت تتوصل بمبالغ مهمة وكبيرة جدا، بحيث كان الشقيقان من الممولين المهمين للتنظيم، معتمدين على سخاء الجاليات المسلمة بأوربا، بدعوى الأعمال الخيرية، في حين أن تلك الأموال كانت توجه لدعم الأعمال الإرهابية، التي يروح ضحيتها المئات بأوربا نفسها، من بينهم مسلمين من جاليات مختلفة، قد يكون بعضهم ساهم في ذات الصندوق، الذي مول العملية التي لقي حتفه فيها.