أيام عصيبة يعيشها عبد العزيز الرباح وزير التجهيز والنقل وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية هذه الأيام داخل حزبه، وبعدما كان عليه أن يواجه معارضيه الذين يتهمونه بالولاء للمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، وجد نفسه أمام ابن كيران وهو يوجه إليه مدفعيته الثقيلة أمام المئات من أعضاء الشبيبة والحزب. ووصف ابن كيران زميله في الحزب والحكومة ومن معه ب«المكولسين» داخل الحزب، والذين يعملون بكل الطرق من أجل نيل تزكية الحزب للترشح في الانتخابات التشريعية المقبلة. وخاطب ابن كيران عزيز الرباح، خلال الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية في نسخته الثانية عشرة في مدينة أكادير، أول أمس الأحد قائلا: «قضيتك حماضت آ رباح» قبل أن يضيف «شد الصف». ودعا الأمين العام لحزب «المصباح» من وصفهم ب«المتسربين والذين غلبتهم أهواؤهم»، إلى «تقوى الله في الحزب وفي أنفسهم أثناء العمل بالحزب». وسبق للرباح أن عارض مواقف قيادات في حزبه تبنت تصريحات صادرة عن المعارض المعطي منجب تضمنت اتهامات لفؤاد عالي الهمة بأنه «يمثل في مخيال الجمهور المغربي، قفاز السلطة، في مقابل يمثل رئيس الحكومة، أمين عام حزب «العدالة والتنمية»، عبد الإله بن كيران، ما قال عنه «الكبرياء الشعبي» وهو ما رفضه الرباح، معتبرا أن الطرفين يخدمان البلد كل من موقعه. وهو ما عرضه لموجة انتقادات حزبية. وما كاد الرباح يخرج من هذه الزوبعة حتى وجد نفسه في قلب صراع آخر، بعد انتقاد مشاركته في قمة المناخ المتوسطية التي أشرف على تنظيمها إلياس العماري رئيس جهة طنجةتطوان والأمين العام لحزب المعاصرة، في حين قاطعها عبد الإله بن كيران، لأسباب قال إنها ذات طابع سياسي وإيديولوجي. لكن رد الرباح كان صارما تجاه موقف رئيسه في الحزب والحكومة، وقال في تدوينة على الفايسبوك إنه شارك في هذا المؤثمر «بمنطق الدولة والمؤسسات وليس بالمنطق الحزبي الذي له مجالاته وأساليبه، وبين العمل المؤسساتي الذي يعلو فوق ذلك، فرئاسة حزب شيء ورئاسة الحكومة شيء ورئاسة الجهة شيء آخر». وزاد الرباح قائلا إن مؤتمر ميد كوب «ليس نشاطا حزبيا حتى نقف منه موقفا سياسيا، بل هو عمل مؤسساتي ينظم في نسخته الثانية بعد نسخة مارسيليا ولا شك أن الفاعلين شاركوا حسب الاستطاعة بدافع المصلحة الوطنية». والظاهر أن كل هذه التطورات هي التي أوصلت ابن كيران لأن يكون مباشرا في هجومه على الرباح، لدرجة أن يقول له أمام الملأ ««قضيتك حماضت أرباح».