منذ إقدامه على ارتكاب مجزرة بحي بن صالح بالمدينة العتيقة وإصباغه لليل مراكش بلون الدم، لم تهدأ المصالح الأمنية بمراكش ولم يعرف النوم سبيلا لعيونها فدشنت حملة مراقبة وتتبع لرصد مكان وجود المتهم الذي أسال الكثير من دماء ضحاياه وتسبب في موت شاب وإحالة آخر على غرفة الإنعاش المركزة. تم تسخير كل الوسائل التقنية واعتماد كل تقنيات البحث والتحري الجنائيين، مع القيام بحملة مداهمات استهدفت كل الأماكن والمواقع المحتمل اختباء المتهم بها، دون أن تفلح كل هذه المجهودات في إزاحة هذا الهم عن كاهل أمن المدينة، لتبقى العيون مشرعة دون كلل أو ملل لتتبع ورصد مسارات تحركاته. أخيرا ستتكلل كل هذه المجهودات بالنجاح وسيتوصل المحققون للإمساك بأول خيط قادهم لوضع حد لمسار فرار المتهم المعروف في أوساط الجريمة بمراكش بلقب «بقيرة»، حيث تم التوصل لمكان وجوده بمدينة الانبعاث التي لجأ إليها فرارا من المطاردة الأمنية مباشرة بعد اقترافه لجريمته وإحاطته بأسوار مذكرة بحث وطنية من أجل تورطه في قضايا تتعلق بالضرب والجرح المفضيين إلى الموت، وكذا الضرب والجرح الخطير في حق شخص آخر. مباشرة بعدها، فتح باب التنسيق على مصراعيه بين أمن مراكش والمصالح الأمنية بولاية أمن أكادير، وشرع في وضع الخطط لمحاصرة المعني وضمان عدم إفلاته من قبضة الأمنيين، ما مكن من محاصرته وتوقيفه رفقة أحد شركائه الحامل لسجل حافل بألوان التهم الجنائية والجنحية طوقت عنقه بمذكرات بحث وطنية. «بقيرة» شاب عشريني ينحدر من حي السلام (الملاح)، تحول ليلة السبت 9 يوليوز الجاري إلى وحش كاسر أسال الكثير من دماء ضحاياه، وخلق حالة استنفار قصوى في صفوف المصالح الأمنية بالمدينة التي وجهت العديد من عناصرها لمطارته وتعقب أثره، غير أنه نجح في كسر طوق الحصار وفر بفعلته بعيدا عن متناول الأمن والأمنيين. من حي باب هيلانة على مستوى ثانوية للا عودة السعدية فتح «فقيرة» (22 سنة) حمام الدم وارتوت الأرض بدماء الضحية الأول الذي تلقى طعنات نافذة وجهها المعتدي صوب الوريد مباشرة، ليتركه مجندلا يسبح في بركة من الدماء، ويتجه هروبا نحو حي بن صالح بالمدينة العتيقة، حيث كان له موعد جديد مع ضحيته الثانية الذي تلقى طعنات حادة على مستوى البطن والقلب معا أودت به مدارك الوضع الصحي الحرج. نجح بعدها في مغادرة الموقع مستعينا بشخص يمتطي صهوة دراجة نارية ذات السرعة الفائقة، فيما كانت الأطقم الطبية بمستشفى ابن طفيل تسابق الزمن وتجاهد لإنقاذ ضحاياه، غير أن السيف كان قد سبق العدل وألمت مصيبة الموت بالضحية الأول الذي غادر إلى دار البقاء، لتستمر بعدها المصالح الأمنية في ركوب قطار البحث والتتبع لتحديد مكان وجود المتهم والعمل على توقيفه وإحالته على القضاء لمواجهته بما اقترفته يمناه. إسماعيل احريملة