قال محمد الشيخ بيد الله، رئيس رابطة مجالس إفريقيا والمجالس المماثلة في العالم العربي، إن مشكل الصحراء المغربية يعود في أساسه إلى معاهدة برلين، التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وسطرت فيها، بالإضافة إلى سايس بيكو، القوى الاستعمارية خطة توافقية لتوزيع مناطق العالم والقارة السمراء فيما بينها. وأوضح رئيس مجلس المستشارين السابق، في افتتاح الدورة الثامنة والثلاثين لموسم أصيلة الثقافي الدولي بمكتبة الأمير بندر بن سلطان، أن حل هذا الصراع المفتعل بحكم الخلفيات الإمبريالية التي تحكمت فيه، يتوقف اليوم على حسن نية الجزائر، مضيفا أن المغرب قدم مقترحا واقعيا من خلال الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بهدف وضع حل نهائي لمشكل مفتعل يقف حجرة عثراء في وجه تحقيق التنمية والوحدة الإفريقيتين. وأكد بيد الله أن إفريقيا تواجه اليوم مخاطر التفتيت والبلقنة، ناهيك عن التهديدات الإرهابية العابرة للحدود. ودعا في هذا الإطار إلى ضرورة الدفع بالمسارات الديموقراطية وفتح المجال للطاقات الشابة للتعبير عن مساهمتها في التنمية وحقن نزيف هجرة الأدمغة واضطلاع الأحزاب السياسية بالأدوار المنوطة بها في التأطير والتوعية والاهتمام بأولوية التعليم باعتباره رافعة كل نهضة وتعزيز التعاون جنوب جنوب. وأبرز محمد بن عيسى، الأمين العام لمنتدى مؤسسة أصيلة ورئيس بلديتها، في كلمته، أن الدورة الحالية، تنفرد بتنويعات واجتهادات يفرضها السياق العام الراهن، وتتميز بمواكبة المستجدات الحاصلة في عالم صارت تتقاذفه رياح التغيير العاصفة، بشكل لا يتيح دائما ترك الفرصة لتكوين رؤية واضحة بخصوص ما يجري. وذكر وزير الخارجية المغربي الأسبق، أنه على كثرة القضايا الساخنة التي يتم التطرق إليها والإشكالات الهامة، التي تتم إثارتها بزخم من الأفكار، فإن النقاش الساخن وتبادل الرأي بخصوصه، يظل في العمق مقيدا بأرقى مستويات الحوار الهادئ، حيث أن التفاعل والتكامل سمة أساس تطبعه، دونما إقصاء أو تصنيف لموقف في خانات غير لائقة، وهو ما يميز من موسم أصيلة منذ أن رسم معالم هويته على أساس حوار الثقافات وقيم الانفتاح واحترام مبادئ الاختلاف.